الدكتور نصر نادر

احداث سوريا

سوريا حكاية لاتنتهي من البطولة والمحبة والكرامة الوطنية

بسم الله الرحمن الرحيم:
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ, أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. صدق الله العظيم.
لقد خاب ظن الذين راهنوا على مسح الوعي التاريخي، الذي تشكل عبر مئات السنين من تراكم ثقافي ومعرفي وتسامح ديني وإنساني، وعمق حضاري, الذي شكل بمجمله هوية الإنسان السوري القومية والروحية والمعرفية. فالمتابع للأحداث السورية يدرك جيدا أن الدور الاساس الذي منع انزلاق البلاد الى حرب أهلية قذرة هو الوعي الشعبي الرافض لكل أشكال الفتن الداخلية السياسية, والخارجية الدينية المتطرفة التكفيرية التي سوقت اعلاميا بشكل كبير جدا ووظفت لذلك جميع وسائل الاعلام الغربية والعربية للأسف, وكذلك الحس الوطني العالي لدى غالبية أفراد الشعب العربي السوري العريق. فقبل الانتماء لحزب معين أو بعده يبقى السؤال الوحيد هل هذا ماتحتاجه اليوم سوريا الوطن ؟؟؟.
لقد مرت سوريا العظمة بمراحل مختلفة من المخططات الاستعمارية التأمرية عليها وعلى شعبها الابي المناضل المقاوم , حيث حملت كل هذه المراحل في طياتها جميع أنواع الخبث والدهاء الغربي الممزوج للأسف بأنواع و ألوان الحقد والغباء الخليجي الداعم للارهاب التكفيري بمليارات البترودولار لشراء الذمم والأنفس . ولم يكن هذا مستغربا على أعراب لم تشعر يوما بقيمة الحرية الحقيقية ولم تتذوق يوما طعم ولذة الاستقلال السيادي في ممالكهم,ولم يكن هذا مستغربا ,لأن الغرب هو من جعل منهم ملوك وأمراء على شعوبهم, وهو أي الغرب من يتحكم بقرارهم وبمقدرات شعوبهم المنهوبه, ولكن المستغرب والمستهجن أن يدعم الكثيرين من أخوتنا في الدم و السلاح أفكار ومخططات هؤلاء العملاء الذين هم أعداء للحق والحقيقة, لآنهم جاهلون رجعيون . ونشهد اليوم أنهم هم وأسيادهم الغربيين الذين يصدرون أنفسهم بأنهم أصدقاء للشعب العربي السوري و هم من كان يستعمر ليس فقط سوريا بل كافة الشعوب العربية التي رسم لها هؤلاء الاعداء حدودها على مدى عشرات السنين تحت عنوان سايس وبيكو, وما تفرع منه من معاهدات واتفاقيات لاتخدم في الحقيقة الا المصالح الاستعمارية. والى الأن نرى العديد من الشعوب العربية تحاول بشتى الوسائل مقاومة هؤلاء الأعداء لتحرير بلادهم من نير الاحتلال والاستعمار, والبعض يحاول استرجاع قراره السيادي المسلوخ, ولا يستطيع للأسف, لآنه أصبح أداة للغرب بعد أن سخر حاكمه أرض بلاده لتصبح قواعد عسكرية للنيتو والامريكان, عدا اغراق البلاد بمليارات الدولارات في قروض للبنك الدولي وتدمير لقدرات البلاد الذاتية…
أخوتي في الله, أليس غريبا أن تطالب رؤساء دول أجنبية كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا , والمضحك بعض الملوك و الامراء من العربان بأن يتنحى رئيس دولة مستقلة ذات سيادة؟؟؟. متى كنا نسمع بهذا سابقا؟ ماهذا التطاول على حقوق الشعوب؟؟؟, بل لقد جند الغرب أموال الأعراب ومؤسساتهم الاعلامية كالجزيرة والعربية لشراء المرتزقة لتدمير مقدرات الدول ومؤسساتها كما يحدث في سوريا الان من تدمير مطلق للبنى التحتية لمؤسسات الدولة وسرقة ونهب لمصانعها وقمحها كما تفعل تركيا الأردوغانية اليوم في وطننا الجريح تحت اسم أصدقاء الشعب السوري, حيث قككت تركيا من مدينة حلب أكثر من 1500 مصنع وسرقت معداته وألاته لتركيا, كما سرقت المخزون الاستراتيجي للقمح السوري من صوامع الحبوب, عدا نهب المحروقات والديزل والمزارع والبيوت الامنة!!!. قمة الغباء السياسي الأردوغاني, من سيدفع بلاده لبداية انهيار شامل لدولة اقليمية عظمى كانت قد بدأت تتنفس الصعداء منذ أن بدأت بعلاقات استراتيجية منذ عشر سنوات سابقة مع الجارة سوريا… ولكن غباء سياسة أردوغان السلجوقي باقحام الشعب التركي في أزمة مصطنعة غربيا لن تعود عليه الا بدور كومبرس مؤقت ملون الجسد أوروبيا, لكنه سلجوقي الهوى منبوذ اقليميا وأخلاقيا وحتى انسانيا, فسياسة ذبح البشر عبر التاريخ لم تكن الا على يد الصهاينة و الاتراك!!!. وهذا ماسيكون حال الشعب التركي الجار بأكمله لعشرات السنين القادمة. فالتاريخ لن يرحم القتلة وسافكي الدماء البريئة والقراصنة أمثال أردوغان وأغلو الذين باعوا شرف وكرامة شعبهم لغاية شخصية سلطوية زائلة, متأملين بذلك, اعادة السيناريو السلطوي الروسي بين الرئيس بوتن, والرئيس ميدفيدف, ولكن شتان بين من يرفع شأن بلاده داخليا وخارجيا بالعلم والعمل, وبين من يسفه دور بلاده بالأكاذيب والأوهام وسفك الدماء. أما الدعم المالي المتنامي من قطر لحثالات الشعوب العربية والغربية لتدريب وتسليح تلك المجموعات الاصولية المتسترة تحت شعارات دينية لتدمير دول عربية من أجل تركيع شعوبها تحت ارادة الغرب لسرقة مقدراتها ونهب ثرواتها, فهذا الدور أصبح مكشوفا للقاصي والداني , والمطلوب هو حماية خطوط الغاز القطرية لتصل بين البحر الأبيض المتوسط و أوربا بأقل تكلفة, وبعدها يأتي دور النفط وضمان سلامة اسرائيل كأمر أمريكي… كذلك الخوف من فقدان الدعم الغربي لهم كي يظلوا في السلطة , هو أحد أهم الأسباب التي دفعت السعودية وقطر وبعض الدول المنبطحة لكي تسخر أموالها ومؤسساتها لأجل تلك المجموعات التكفيرية,والمرتزقة, التي لاتجيد في الحياة الا الانتهازية للوصول السريع لكل مايقربهم من اشباع شهواتهم المالية والجنسية, لادين لهم ولا لون ولا أخلاق ولا هم أصحاب حق أو قضية لآنهم يجهلون التاريخ كما يجهلون جذور عوائلهم كونهم عدد ,,, رقم فقط في هذه الحياة من المستهلكين وليس المنتجين, يتسترون تحت شعار لااله الا الله كتبت على قطعة قماش سوداء , متصورين أنهم بذلك يستطيعون قتل المسلمين واغتصاب حرماتهم باسم الاسلام, والاسلام منهم بريء. وأقول متوجها لكل من يعقل , لآنهم لايعقلون , هؤلاء ليسوا بحاجة لامارات اسلامية , بل هم بأمس الحاجة الى استطبلات تجمعهم. قاتلكم الله, قاتلكم الله, ياأقذر وجه قبيح للنفس الأمارة بالسوء, أنتم ملعونون في الدنيا, وفي الأخرة ستسألون عن كل ما اقترفت يداكم من قتل واغتصاب وسرقة, عدا عن النفاق والدجل والكذب على بعضكم قبل غيركم , حتى بتم تصدقون كذبكم أنتم بأنكم رجال ثوار شرفاء, مع العلم بأنكم أحقر وأصغر من أن تقترنوا بالرجال… اللهم أرنى فيهم انتقامك, بحق كل قطرة دم سفكت من دماء شعبنا الطيب بغير وجه حق… وليتذكروا هؤلاء الحثالة, بأن النصر يكون قرينا لكل من باع نفسه لله, وليس للبترودولار وأعداء الوطن والشيطان… وأتوجه بكلمتي لأبنائنا في الجيش والقوات المسلحة وأقول : أيها الأشاوس, أيها الميامين الشرفاء, ياأبطال جيشنا العربي السوري الأصيل المغوار, أنتم, وحدكم أنتم من يسمع الأصم في العالم أنكم أبناء شعب أبي لاينحني الا لله الواحد الأحد. أنتم أيها النسور من يجسد أرادة الحق على أرضه الطاهرة, أنتم أبناء وطن لايعرف الا النصر.بوركتم وبوركت تلك الأرحام التي حملتكم يا أعز وأغلى كنز وطني سوري أصيل… عاشت سوريا أبية حرة برجالها الأشاوس, والذل والموت لاسرائيل وعملائها الأعراب…
و ليتذكروا كل من لاذاكرة لهم, هذه سوريا, سوريا قلب الحضارة, رمز الرجولة, قمة العطاء والمحبة والانسانية. عاشت سوريا عظيمة شامخة بأبنائها البررة, والموت والذل لعملاء الامة العربية, والاسلامية…

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, February 3rd, 2013 في 20:02

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي