.. حلوة بلادي .. سمرة بلادي .. خضرة بلادي ..
كم تؤلم فؤادي تلك الكلمات كلما سمعها وتزيده بؤساً وحسرة
لماذا ليست بلادي هي الحلوة السمراء .. ولماذا ليس ثمة ما نفخر به ؟! ولماذا لا نستطيع أن نرضا ؟ .. ولماذا أمسينا دائماً نشعر في أوطاننا .. بالغربة
قال شاعر يمني في شعبه :
نبـنـي لــك الـشـرف العـالـي فتـهـدمـه ونـسـحـق الـصـنـم الـطـاغـي فتـبـنـيـه
نقضي علـى خصمـك الأفعـى فتبعثـه حـيــا ونـشـعــل مـصـبـاحـا فتـطـفـيـه
قضـيـت عـمـرك ملـدوغـا ، وهـأنــذا أرى بـحـضــنــك ثـعـبــانــا تــربــيــه
تشكو لـه مـا تلاقـي وهـو منبعـث الشـكـوى وأصــل الـبـلا فيـمـا تلاقـيـه
أحلـى أمانيـه فـي الدنيـا دموعـك تـجـريـهـا ورأســك تـحـت النـيـر تحنـيـه
وجـرحـك الفـاغـر المـلـسـوع يحـقـنـه سمـاً .. ، ويعطـيـه طـبـا لا يـداويـه
ترى ..لماذا شعبي بلا وعي وبلا أمانة وبلا رحمة ؟!!.. تكسوه الأنانية ويعوزه شرف الكلمة
لماذا ينتشر الملثمون الممنهجون فقط في جنوب اليمن .. يروجون لهم الإشاعات وتتكرر السيناريوهات .. ملثمون مدربون مسلحون .. بينما تربض الأساطيل في موانئنا ومياهنا وجزرنا تنتظر شيئاً ما
لماذا تساعدنا فرنسا في صياغة دستور وتصنع لنا الولايات المتحدة بطائق الكترونية جديدة في برنامج لحصر وإحصاء كل اليمنيين لماذا يقصفوننا بطائراتهم وبوارجهم البحرية ويقتلون الأسر فتخفي القنوات الحقائق وتنشر ما يملى عليها.. لماذا تلك المناطق التي تقصف تلوث مياهها باليورانيوم .. لماذا .. ولماذا
لماذا تفتح الأطقم اليمنية السلاح على ركاب الحافلات وهم نساء وأطفال ورجال عزل ، بينما الأعذار دائماً جاهزة فثمة ملثمين يطلقون النار ودائماً أيضاً ما توجد تشكيلة أخرى من الأعذار مادام شعبٌ بلا ضمير وبلا رجال يرددون ما يسمعون .. لماذا يطلق الجيش النيران على من ندفن من الضحايا في المقابر .. قبل أيام دفنا امرأة وقبلهم فتياناً وشباباً من الناس العاديين الذين ليس لهم من مطلب سوى مرور الأيام .. بالأمس القريب دفنا شاباً كان يحاول إسعاف امرأة فماتا معاً وسندفن غداً شاباً كان ضمن حافلة في أحد الأعراس.. فلماذا
إن شعبنا بالملايين لكنهم يرددون نفس الكلام .. كلام قبيح يشبه نهيق الحمار
فمن يقتل هنا يقولون كان عمره وانتهى
وإذا اغتصبت امرأة … فلأنها!!!!….. وبالمناسبة فما كان اسمها ؟
والغش والرشاوي في الامتحانات الوزارية هي عند شعبي منتهى المنى
واللصوص الأقوياء عندنا هم الأشراف والأبرياء .. بينما الضعيف والمجنون فمخلوق شرير عاقبه الله لذلك لا يتحرجون من التهكم والسخرية .. والأعمى لا مانع أن يُسرق في الطريق من طفل عابر وربما يجد من يبتسم له فيقول أنت ولد شاطر
والرحيم مخبول والقساة هم الحكماء ومن يحتج على رسمةٍ كهذي في بلادي ..يُنظر إليه كخرقة بالية مسحت ببلاء
وإنَ أحداً من هذا الشعب العجيب لا يستغرب لماذا يتبختر المرض والغلاء عملاقين هكذا عاريين ينتشون ويشربون ويأكلون الناس لعلهم يشبعون .. أليسنا شعباً من البلهاء
وورب العلا لو أن صبياً أجال النظر لأبصر ذاك الذي يبتسم من بعيد
ولو أرادت الدنيا لرأت وتفرجت على من يقدَم هذا الشعب قرابين يروضهم بين كلابٍ وعبيد
يقسم ثرواته بين عصاباتٍ ودول ، بل وخنى بشرف البلد للغرب واليهود ، واستخدم معاناة الشعب اليمني البليد ثياباً مرفهة تدفيه .. تستر عورته مثلما فعلت بعورة جده وأبيه .. وحول أحلام الشعب المقيد بالجهل والحديد إلى ثورة .. فقط لتغذي عطشه وغضبه من رفيق الطريق .. ولترويه فيصبح السيد الجديد.. فلا بارك الله فيها من دنيا ومن إعلام يعرف كل أساميه وأهدافه فيحميه
وهل يصمت ؟! لا … بل يشغر بفاهه الكريه ويفند فيقول : ذاك مناضل وذاك شهيد.. وذاك خائن لا دين ولا دية ..فيرديه
لقد أمسى اليوم كل شيء يؤلمني مهما صغر وتفه أمره .. ولطالما كان شعبي يؤلمني ويخزيني واختياراتي كلها تهزمني .. وكل ما كان جدراناً وجبالاً فقد ظننته بغبائي أبوابي حتى فقدت كل شيء أحلامي وحريتي وشبابي وبعدما كنت أثير إعجاب طلابي أمسوا يُدهشون لكثرة عثراتي وسقطاتي واحتضار قدراتي
.. حلوة بلادي .. سمرة بلادي .. خضرة بلادي ….
هنيئا لكل من كان له وطن .. وأحلام تربى وتحتضن .. وهنيئا لكل مهزومٍ بلا أمل رحمه الله و أغاثه بموت وكفن
ياسيد البلد الجديد أنا هنا تستطيع معرفتي فهلا تقتلني .. وسأشهد لك هذه المرة بعملك النبيل.. ورب العزة سأشهد لك فأنت ستستمتع عندما تقتلني وبذات الوقت ترحمني.. فهلا تسمعني