عدنان

احداث اليمن

كم أتوق أن أحب الرئيس أي رئيس عربي

كم أتوق أن أحب الرئيس أي رئيس عربي
في بلادي يستخدم نفرٌ من الناس الحمير .. يضربونهم ويحفرون فيهم جروحا .. ويظل الحمار يعمل والناس تضربه على جروحه بمنظر مؤلم يشعرك بالغثيان والبكاء .. وبأن كونك من البشر في هذه الأيام هو أمر غير خليق بالفخر وإنما بالخزي والعار .. .. ويقسو الكبير والصغير من البشر على من يفوقهم ضعفا.. يضحكون على الاعمى يشحت جالساً في الارض ويسخرون من المجنون البائس سخريةً منفرة هي الأقرب إلى الخبل والجنون
أيها الانسان قارن نفسك بطيور السماء وبأشجار الأرض وبالحيوانات التي تخلص كل الاخلاص في التضحية بنفسها لأجلك ستقول ـ لأنك المغرورـ أنك أفضل منها إذْ سخرها الله لك تأكل لحمها .. تركبها وتخدمك .. لكن .. يا أحمق لقد منحها الله السلام والرضا فهي إذن أسعد منك ، وهي مؤمنة تسبح ربها ، بينما أنت لم يمنحك سوى جبروتك تتمرغ به .. وتلك الأرض والأشجار والطيور أليست تطعمك والماء يرويك والارض تحملك على أكتافها والسماء تغسلك بمائها ألم يتفضل عليك الله بكل هذا.. أوهل تظن أن الله لا يحب طيوره و مخلوقاته الاخرى ومع ذلك أخضعهم من أجلك وأنت الضعيف فأين الخجل فيك ؟! أوتظن أن الله لا يحب ملائكته ، ومع ذلك أسجدهم للإنسان وهم سكان السماء يحبهم وغالين عليه أوليس غالياً جبريل عليه السلام على رب السلام ، لكنه أبى إلا أن يشرفك وأنت الذي خُلقت من ماء مهين .. فيرى ماذا تفعل بعد كل ذلك التكريم ، فأين الخجل ؟.. ثم ألا يشعر الناس بالخجل وهم لا يشفقون على المنهكين والمعدمين ..على الأقل ممن ينتمون إلى جنسهم البشري التعيس.. ألا يعتبر ويتعظ سكان هذه الارض الأصحاء وقد أمدهم الله بالقوة والقدرة وهم يرون سواهم وقد حُرموا منها .. وإني لأرى قوي البنية أو قوي النفس يسخر من عليل البنية أو عليل النفس ويعيره بأن الله لم يرحمه وإلا فلم خلقه بهذا الضعف .. وهو لا يدري بجبروته أن ثمة صنف من البشر خُلق هكذا ليكون ورقة امتحان تلقى بيد المتغطرس يقرأها .. ينظر إليها بحمقه وكبريائه فلا هو فهم السؤال ولا هو تخلى عن الإجابة ولكان أهون إنْ فعل ، إنما هزمه غروره وجهله.. ولو كانت ثمة صدفة أو فرصة أوسيلة يتمكن بها ذلك القوي في الأرض لبطش بمن دونه ولرأى فيهم وفي حقوقهم ودمائهم ولحومهم وذويهم حلالا طيبا سائغا له ولمن معه ، سخرهم الله حقا مشروعا له ولأعوانه .. فيلوكهم بين أسنانه مضغاً بطول السنين .. مثلما كان قبلُ يقذفهم بما تطوله قدرته إما بلسانه أو بيده ، ومثلما كان يسحق ويحتقر الأشجار والحيوان وكل نعمة سخرها الله له
وإني لأعجب كل العجب من شعوبٍ أتيحت لها حرية الاختيار فلا تختار من هو إنسان ..
لكن كيف يكون الانسان ؟ وما تلك المعايير التي تحدد ملامحه ؟ بدلته .. شكله .. ثقافته !! أم وعيه وقلبه ويقظته ..
وكيف تكون دموع أمه معه ؟ وكيف هو حال قلبه مع الأطفال والأيتام ؟ ..وهل ينحني إذا رأى ضعيفا ؟..
وإذا استنجدت امرأة فهل يهب كما البركان ويهز الميدان ويستر قلوب ملايين النساء قبل الأبدان ..وهل تراه كان يبكي ويتمنى لو يغدو جيشا جراراً وهو يشاهد الأخبار .. والأم الفلسطينية ترفع يديها إلى السماء .. تجري في الشوارع وبين الأزقة بعيون زائغة باحثة عن شيءٍ ما ..مفزوعةً تبحث عن العرب وعن الجيران .. عن يدٍ تحميها بين عددٍ وصل إلى المليار !! ..وهل امتلأت دموعه بالخزي وهو يشاهد الفلوجة وافغانستان تدك على أهاليها تكبر بالأذان وتصرخ من يحميها ؟! .. وهل يخاف من المجنون و تترفع نفسه عن المعاق أو متشرد بني آدم أو الحيوان.. أم تراه يقترب منهم جميعا بحنان الإنسان ..
لو أن ثمة رجل كهذا يعرفه الناس ولديه حزم ورأي فإنَ في دين الإسلام لا يرشح المسؤول نفسه بل يتفق أهل الحكمة والتقوى ممن يثق فيهم الناس على رجال حقيقين ثم يجتمعون فيقع خيارهم على أفضلهم دون أن يكون لأولئك الرجال رغبة أو طمع في الحكم .. وفقاً لما أكده النبي بأن ما من مسؤولية إلا ويتوجب ألَا تمنح لأحد يطلبها أو يرغب فيها وإنما تعطى لمن يخاف توليها ويخاف أن يفسِد أو يُفسد .. ….
كلماتي هذه ليست إلا عجباً على ذا الزمان يرجع القهقرى وليست إلا مجرد أحلام

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, March 31st, 2012 في 02:43

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي