عدنان

احداث اليمن

أظن بأن ثمة شيء غلط أو مستعجل في كلمة ربيع عربي

بسم الرحمن الرحيم
..
أنا من جنوب اليمن .. قبل أيام كانت فتاة في وقت الظهيرة توقف تاكسي بجولة القاهرة بالشيخ عثمان وكان يقود التاكسي رجل كبير في السن وبمجرد أن دخلت الفتاة إذا برجل يدفعها إلى الداخل ويجلس بجوارها ، وبنفس الوقت كان صديقه يجر السائق بحركة سريعة ويجلس مكانه وخطفوا البنت .. هذا الشارع زحمة وكان بالإمكان اللحاق بالسيارة خاصة أن النساء على الطريق كنَ يصرخن : الحقوا خطفوا البنت وهم يكررون ويصرخون ، ولا حياة لمن تنادي ، فلم يتحرك أحد… وبعد خمسة أيام وجدوا الفتاة ميتة مرمية في أحد الشوارع … لست إنسانة غير سوية لأعمم الجريمة على الجميع لذلك لن أتحدث عن سفلة ووحوش يقترفون مثل هذه الجرائم ولن أتحدث عن الأيام الخمسة التي عاشتها البنت وبماذا أحست وإلى أي مدى خافت وبأي كلمات كانت تحدث نفسها وبمن كانت تستنجد و بعدد الغصص التي مرت عليها في خمسة أيام لم تمر على كل من كان في ذلك المكان سنينا طويلة مجتمعة ولن أتحدث عما كان يقوله الله عن هذه الأمة وهو ينظر إليها أو ما الذي نواه سبحانه وتعالى فينا بعدما انتهت الغصص وتحررت الروح ووصلت البنت أخيرا إلى يد رب العالمين تدفئها وتزيل عنها آثار الآثمين .. لكن الذي يروعني أن الرجال الذين كانوا في هذا المكان كان بإمكانهم إيقاف السيارة فالمكان مزدحم بالسيارات والناس والوقت هو الظهيرة..والنساء اللواتي نقلن القصة قالوا لم يتحرك أحد وأنا أصدقهن .. لأنني أرى بعيني .. أرى البنات إذا تعرضت واحدة منهن لمضايقة من رجل أو إذا لمسها أحد من الخلف في الباص مثلا فعندما تتكلم أو تصرخ فإن أحدا من الرجال لا يساندها حتى أمست البنات إذا تعرضن لشيء يسكتن …
وهذا هو الأمر المخيف حقا ..( إنه الرجال العرب؟!!!!! ) إذن أفليس من المستعجَل أن نسميه ربيع عربي
فقلة النخوة وانعدام الغيرة على عرض الأمة العربية ليس فقط عند رجال الشعوب العربية بل إن الشرط وكثير من أفراد الجيوش العربية هم أعتى وأمر فهم تربية أمريكية وصهيونية شئنا أم أبينا ومهما غطينا فهم وبكلمة لا أنطقها في حياتي اليومية لكنها حقيقة مؤسفة ومرة ( م خ ا ن ي ت) لا خلق ولا مبادئ ولا دين ، فيهم الكثير من الرجال الشاذين … في بلادي لا يمكن لامرأة أن تتردد على الشرطة بمفردها فهم فاسدون وغير آمنون ، حتى أنهم لا يتحركون في أي قضية إلا بالرشوة سواء أكانوا من الشرط إلى المحاكم إلى القضاة إلى الجيش كلهم في سلة واحدة .. تصوروا هؤلاء هم من يحمون الأمة وشرفها .. وفي الحقيقة كانوا يحمون الأنظمة واليوم بعضهم يحمون الثورات كما حدث في مصر .. وجزئياً في اليمن وليبيا
ولما رأيت الجيش المصري وهو يعري الحريم ويتعدى على الحرمات ويحمي الى اليوم من اقترفوا الانتهاكات في أعراض بنات مصر علمت بما لا يدع مجالا للشك بأنها أوامر وبأن دود الخل منه وفيه .. ثم قلت : لكن لا الشعب المصري حاجة تانية ورجال مصر دول ملايين وسيلقنون الأمة العربية درسا مؤثرا في معنى العرض وسيؤدبون كل يد تمتد لحرمة حريمهم .. واستنيت يوم الجمعة وانتهى الظهر وقلت العصر بتخرج كل الملايين، وراح العصر واستنيت المغرب وقلت الآن ما فيش أعمال وكل رجَال سيغلق باب بيته على بناته وينزل ويلقن المستهترين درسا لن ينسوه .. لكن اللي خرجوا كانوا القطعة الاولى من الثورة .. قطعة لم تعد مهمة اليوم يجب أن تصمت وأن تسكت فالمصالح اتوزعت والعورات غطيت والدنيا بخير .. ثم اتهموا تلك القطعة من الثورة بالخيانة والمؤامرة ، وأصلاً لم يعد لها من داعٍ فكل القوى ذات الثقل تم إرضاؤها .. وبالتالي لم تستكمل الثورة فتلك القطعة منها كانت هي قلبها النابض الذي يذكر الشعب بأن ثمة خطأ ما !!! هذا الغلط الموجود الذي أتحدث عنه يكمن في سؤال مهم يخص قلب الرجال : س – كيف لحكومة شريفة أن تتفق مع المجلس العسكري والكل يعلم أن المجلس العسكري لن لن يتنحى عن سياسة البلد إلا إذا فرض على الحكومة سياسة تسير عليها هو والصهيونية الغربية ترتضيها فالرؤوس الكبرى في الجيوش وفئات من الجند فاسدون وتربية غربية وثمة مصالح اقتصادية وسياسات بين قادة الجيش والحكومات الغربية والصهاينة وتواصلات مستمرة وتعاملات في الخفاء ومنها تهديدات .. وكلنا يعلم وكلنا متأكد من هذا وأن دولة كمصر وبموقعها الجغرافي لن تترك هكذا لتحدد مصيرها تحركات الشعب دونما تدخل لوضع قضبان محكمة وبذكاء يسير عليها الشعب والحكومة .. وإنَ هذه الحكومة المصرية إنْ كانت أكثر من مجرد حكومة توفر رخاء اقتصادي وفيها من الشرف مبلغا عربيا يتطلع إلى مجد الأمة المصرية والعربية وإلى العدالة الانسانية فإن هذه الحكومة سيكون مصيرها أن المجلس العسكري سيعريها مثلما عرى بنات مصر وسيلصق بها التهم مثلما ألصقها ببنات مصر وحينها سيتوجب على الشعب أن يسكت وأن يغطي كما فعل اليوم ، وأن يتخلى عن الحكومة كما تخلت هي عن شباب قلب الثورة اليوم في حقوقهم المشروعة وفي تحقيق العدالة التي قامت في سبيلها هذه الثورة .. مع أني لا أظن الحكومة بهذه الصفات وسيطيب لها الطاعة والمبات في حضن المجلس العسكري وسيخلفون صبيان وبنات وربنا يستر

ويبقى سؤالي الذي أمسى يتردد كثيرا هل حقا هذه الشعوب التي لم تجد في استنجاد الحريم واستغاثة النساء والخطف والعري ما يوحد موقفها ويجعله حاسما وقويا بينما توحدت الطبقات والاحزاب وغيرها في لحظات ما من أجل المصالح والغايات .. فهل حقا هذه الشعوب يمكنها أن تستكمل ثورات وأن تحمي أهداف تلك الثوات من أيادي الفساد والانظمة السابقة ومن التدخلات الصهيونية.. أم أنها ثورات أشبه بالعاصفة من مطر وريح وتراب ستستمر وقتا يكثر فيه الظلم والضباب وربما العذاب حتى ندفع كلنا الثمن ثمن الفساد وثمن السكوت عن النهي عن المنكر … إلى أن تتبدد الطوائف وتتلاشى الألوان وينتصر أقواما على أقوام لتبقى فئتين من الأبيض والأسود ويدفع الله الأسود بالأبيض فيبدأ الربيع …… إنني أظن كلمة الربيع العربي سابقة لأوانها قالها بعض المتحرقين شوقا للأمجاد ..
يابنات …. عندما تخرجون من بيوتكم فللضرورة فقط .. فحيطان بيوتنا أرق علينا تحميني أكثر ألف مرة من رجال هذه الأمة .. وإن لحجارة الجدران ربما قلوب تشعرنا بالأمان والحماية أكثر من رجال بلا شرف وبلا نخوة .. وهذه الثورات كشفت عورات جديدة لم نكن نراها فيهم

..أما حصة الأمل والترفيه فنصيحة خاصة مني إذا وجدت الواحدة منكن فرصة للعمل في الخارج بشرط يكون بلد فيه حكومة حقيقية وقانون وعدالة إنسانية وما في عنصرية دينية أو غيرها ، حتى لو لم تكن تلك الدولة مسلمة … روحي ولا ترجعي …الله معاكِ .. الله يوفقك .. ولو اتزوجتي رجَال أجنبي ترى اليوم أصبح عندهم نخوة وعدالة أحسن من العرب التنابلة ألف مرة

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, January 17th, 2012 في 05:26

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي