عدنان

احداث اليمن

أمست مدينتي مقلب قمامة لا أبكي على البشر بل على عدن

مطالب عمال النظافة هي مطالب عادلة لتثبيت وظائفهم رسميا فيحق للواحد منهم – إنْ مرض أو مات – معاش من الدولة لأولاده .. هي مطالب عادلة في أي بقعة في الكون ، وعند أي حكومة إلا الحكومة اليمنية السابقة ، إضافة إلى الحكومة الجديدة والتي ليس من العدالة محاسبتها حالياً فقد ورثت مصائب وكوارث العقود السابقة ، مع أن هذه الحكومة ما هي إلا حكومة مشتركة بين السابقين واللاحقين وأغلبهم فاسدين .. وقدها ديمة وخلفوا بابها شوية ..
المهم في الأمر أننا أهالي وسكان عدن بكل فئاتنا نعيش حاليا بين أكوام من القمامة في كل الشوارع العامة والرئيسية والخلفية والأزقة ، ولأننا شباب اليمن تنابلة ومتبلدي الاحساس وبلا وعي .. وكل واحد فينا يقول نفسي نفسي أولاً وليأخذ الطوفان من يأخذ ولتفنى الدنيا والأوطان .. وبغض النظر عن ذلك الحديث حول النظافة والوعي والوطن والحضارة خلاص .. خلاص اتركوه ، لكن بالمنطق المادي وفيما يخص الخسارة والمكسب في الحياة فهذه القمامة تؤثر تأثيرا مباشرا على صحة الجميع ومنهم الأطفال
وقد أمسى الواحد منا إذا تحدث مع الناس بمثل هذا الكلام نظروا إليه وكأنه مجنون أو مزايد .. لكن يا بني آدم يايمنيين .. ياحكومة.. ياشباب في عدن يللي كنتم تملوا الميادين والخيم عندما يُطلب منكم ذلك .. إنْ كنتم فعلا شباب ثورة وحضارة ولم يكن يحركم الاصلاح من المساجد أو تـُدفع لكم فلوس فقوما وامسحوا عن وجه المدينة كل هذا الحزن والخزي ، وساندوا عمال النظافة بقليل من العدالة والرجمة وتوجهوا بتجمعات غفيرة إلى مبنى المحافظة .. وإنْ كنتم شباب لا تهتمون إلا بمصالحكم فقوموا وامسحوا عن البقعة التي تتنفسون فيها القاذورات والأمراض ، فقد اختلطت القمامة بمياه المجاري .. واليوم يؤخذ من الناس نقود لإحراقها في أماكنها وسط الأحياء السكنية والأسواق وهذا خطير صحيا ثم تتناثر بقاياها في كل مكان ..
وإذا كنتم لا من هؤلاء ولا من هؤلاء فإننا نطالب برحيل سكان عدن جميعهم وأولهم أنا عن هذه المدينة المسكينة والمعذبة بأهلها التنابلة .. والله وهي شهادة حق ما عمل فيها الاستعمار البريطاني ربع اللي عملناه فيها نحن وحكوماتنا
يخيل إلي أن ثمة يوم سيأتي وسنخرج ونحن ممسكون بالمكانس ونخترق أكوام القمامة لنعبر الطريق ، مثلما يحدث اليوم .. يتساقط الناس بالعشرات والمئات موتى بعد رحلة عذاب جسدي ونفسي من السرطانات وبعد رحلة تبرعات تتقرح مذلة .. والناس عادي.. والجو جميل وكل شي تمام ، مع أن من أهم الأسباب وراء ذلك منتجات التجار الكبار اللي أغلبهم في الحكومة والمعارضة اللي معاهم ثلات أرباع البلد ، وكذلك في نوعية المبيدات السامة والمحرمة دوليا والتي تستخدم في الزراعة ، وأيضا في الأغدية الجاهزة المصدرة لليمن التي غزت الأسواق والبيوت مثلما غزت القمامة والروائح النتنة كل المدينة .. ونحدث الناس وطلاب المدارس ولا حياة لمن تنادي …… يابلادي يا أرض اليمن ..أيها التراب ربما أنت تسمعني كن أنت الأول وقم بثورة واكنس عنك هذا الشعب ، وطالب برحيله وتخلص منا ولا أستثني نفسي فربما تكون محظوظا بعد صبرك الطويل وتحظى ببشر يعمرون ويزرعون وينظفون ويبهجون وجهك الجميل ، ويكنسون عنه كل الفاسدين وإنْ لبسوا ألف ثوبٍ أدعوا به أنهم ثائرين

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, January 8th, 2012 في 16:38

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي