نورا

احداث مصر

ثوراتنا العربية !!

عندما شبه المذيع ثورات العرب بالثورات الأوروبية رد الضيف الغربي : ولا في الأحلام

فاستديني يامصر الحرية والإباء .. استديني رغم ملياراتك المنهوبة في بنوك الغرب بأسماء لصوص النظام السابق .. مئات المليارات من فراعنة الأنظمة وأعوانهم في مصر وليبيا إضافة إلى بيع ثروات الشعب اليمني الشحاذ يحصدها المعلم الكبير .. شيخ المنصر الأول الولايات المتحدة والغرب والصهيونية العالمية .. استديني يامصر نقودك شيئاً فشيئاً حتى تتراكم عليك الديون وتركعين ، ومادام المجلس العسكري بل والمؤسسة العسكرية كلها حامية الحمى تنفق عليها الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار سنوياً إنفاقاً إجبارياً فليطمئن إذن الشعب المصري بأنَ جيشه يتغذى جيداً ويسكن جيداً ويستمتع بالحياة جيداً يتطلع بعيون بريئة وراضية لأمه الحنونة الراعية مهما أدَعى غير ذلك … جيشاً لن يخوض معركةً ما مهما كانت الأسباب ولو بعد سنين.. ……… فليرحم الله الثورة والثائرين
هذه الثورات العربية .. عوراء ، ذات عين واحدة .. وحتى تلك العين المتبقية والتي يرى بها الشعب العربي هي عينُ أكل معظم ضوئها الفقر والجهل والمذلة …. نظرتها قريبة ومحدودة ..
إننا نبدو وكأننا ندور حول أنفسنا لنتحرر من قوى جبرية لكننا لا نملك القدرة لا على الرؤية النقية ، ولا على التحرر الخالص … وكأن الأمر سيأخذ مراحل عدة .. هذا إنْ تركتْ شعوبنا تتعلم المشي حتى يشتد عودها..
إننا في بلداننا العربية نشبه كمن يسكن قرية صغيرة في بلدٍ مستعمر تحكمه قوى نافذة ومسيطرة ومتمكنة على كل مقدرات ومنافذ ذلك البلد .. وما كان إلا أن ثار أهل تلك القرية البسطاء ليستبدلوا المختار المستبد ..اللص والقاتل بمختار منتخب عادل فينعموا بالحرية والحياة ، فيهب هذا الأخير بجنوده وعتاده فإذا بالشعب يزداد عناده ، ثم يسارع الحاكم المستعمر بالتدخل ليساعد في خلع صديقه المختار.. يتدخل بلسانه تتطاير منه الأكاذيب وبذكائه المستخف بعقول المسحوقين حتى تشبه مساعدته لهم كمن يمد بقطرات الماء للمقبل على الموت عطشاً .. يتدخل بمكره القائم على التفريق والتمزيق وعقد الاتفاقات إلى أن يتحول نبع القرية النقي بثوارها الصادقين إلى ممتنين لحكم المستعمر ولحكمته .. ولديمقراطية ذلك اللعين ….. فأين كان التغيير باستبدال الحاكمين المصنوعين المستبدين بآخرين مكتَفين أو مأمورين … فلماذا الثورة ؟!!! فيما مات آلاف الشباب والأطفال ؟!!!!
.وإذْ يتضح أن شعوبنا لا تملك أي مقومات للثورة سوى الرغبة فيها حتى الموت ، وهذا لايكفي في عالمٍ يحكمه الأقوياء والأذكياء الذين لا يقتاتون في الأغلب إلا علينا .. إذن فالحرية ومقومات الثورة يفترض أن يكون أقلها الوعي بمن يحكمني بمن يستنفدني في بلدي بمن يضع لي خطوطي الفاصلة في السياسة والاقتصاد والعلم والصناعة والتقدم العسكري وحتى في الكرامة .. أقلها التخطيط … أقلها اتفاق الامة الثائرة على شرف وأخلاق وثوابت الأمة العربية التي يجب ألا يتجاوزها أحد … إنها ثورات بعين واحدة مريضة ، حتى مصر الغالية سيفقؤون عينها قريبا ، حينها ستكون الحياة بائسة جدا بكل غالٍ يتلاشى في شتى ضروب الحياة المبهمة

ربما يحصل العربي يوما ما على معيشة أفضل .. ربما ……. لكن هل كان حقاً هدف تلك الثورات هو الانضمام إلى حضيرة دول الخليج محضية الأمريكان والصهاينة والغرب ؟!! .. لا ثوابت ولا كرامة ولا حرية ولا شرف ولا دين
وربما يحصل الشعب العربي على انتخاباتٍ حرة في بعض الدول كتونس ومصر ، لكن هل كان هدف هذه الثورات هو مجرد حرية صورية مجزوءة ومتناقضة لا تعني شيئاً في بلد ليس بمقدوره أن يتجاوز حدوده المسموح بها .. ليس بمقدوره حتى أن يدافع عن نفسه إنْ انتهكت حقوقه مكبلاً بمئات القيود تخنقه .. قيود ثقيلة يمسك الغرب بزمامها بكل قوته وحقده وطمعه في الحياة..

إنْ كانت هذه الثورات حقيقية ومثمرة فإننا سنشهد ولو بعد فترة صراعاً ومواجهة عاتية بين الشعوب العربية المتحررة ودولها من جهة وبين الغرب المستبد وصهيونيته الدافعة من جهة أخرى .. وإلا فمرحباً بمزيدٍ من القواعد الصهيونية والأمريكية في كل مكان وهاهي بشائرها في اليمن .. ومرجباً بمزيد من الامتزاج الثقافي المثمر المقيت بين العبيد من العرب وبين أسيادهم من الغرب

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, March 9th, 2012 في 05:20

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي