صفوت عمران

احداث مصر

الجميع يلعبون والنتيجة صفر

الصراع علي النفوذ والسلطة أخرج سيدنا آدم من الجنة بعد أن خدعه إبليس اللعين لغيرة قاتلة في نفسه. ونفس الصراع هو من جعل قابيل يقتل أخيه هابيل من أجل الانفراد بالدنيا. وتوارث أبناء آدم علي مدار التاريخ البشري نفس الرغبة الدفينة في الوصول إلي الحكم. ورغم أن جميع الغايات نبيلة لكن الأهم ما هي الوسائل التي تستخدمها لتحقيق غاياتك فلا أحد ينكر علي أي إنسان حقه في أن يصبح غنياً ناجحاً مشهوراً لكن هل اكتسبت مالك من حلال أم من حرام. هل نجاحك جاء نتيجة مجهود أنت تستحقه أم جاء نتيجة اتفاقات مشبوهة وأموال مصروفة. هل أصبحت مشهوراً لأنك قدمت عملاً أفاد البشرية أم لأنك مطرب عوالم وسياسي بارع في الخداع ورجل أعمال فاسد تصرف أموالك المشبوهة في شراء ذمم خربة وفضائيات ملوثة بغسيل الأموال وصحف تمدح من يدفع وكأنها تحولت إلي بيت دعارة لا يهم من يدخله طالما معه المقابل والحجج جميعها جاهزة.
والمتابع للحياة السياسية في مصر منذ تنحي مبارك في 11 فبراير الماضي يكتشف أن جميع السياسيين مخادعون ماكرون واهمون.. وسوف يكتشفون خلال الأيام القادمة أنهم اشتروا الترام فلا أقاموا الديمقراطية التي حلمنا بها بعد ثورة يناير ولا وصلوا إلي الحكم.. فرغم أن مباراة المرحلة الانتقالية بدأت رسمياً بعد استفتاء 19 مارس إلا أنه حتي الآن الجميع يلعبون والنتيجة صفر فلا وضعنا دستور ولا أجرينا انتخابات.
أما الأحزاب السياسية فجميعاً تتصارع علي جيفة سلطة مفتتة بعد رحيل مبارك لكنها في نفس الوقت تعاني صراعات داخلية لا حدود لها فالوفد يعاني من اشتعال الأجنحة داخله مما أدي إلي انسحابه من التحالف الديمقراطي بعد شهور من التغني به بعد الاختلاف علي النسب كما سبق وأكدنا أنه قادم قادم. فقد استطاعت جبهة محمود أباظة إفساد مخطط السيد البدوي رئيس الوفد للتحالف مع الإخوان المسلمين وساعدها في ذلك تخلي رجال البدوي عنه خاصة أن مهندس عملية انسحاب الوفد مصطفي الجندي صاحب الخلافات القديمة مع الإخوان وانضم له طارق سباق ومارجريت عازر رجال البدوي لأن التحالف مع الإخوان يقف ضد طموحهم السياسي ويمكن الإطاحة بهم من البرلمان القادم لذا قادوا جناح الرفض للتحالف مع الإخوان داخل الحزب بجانب جبهة محمود أباظة التي صعدت من موقفها العدائي للبدوي الذي يعيش الآن مرحلة انتكاسة سياسية بعد أن شعر أن رجاله داخل الحزب خانوه من أجل مصالحهم الشخصية لذا وافق مرغماً علي قرار الانسحاب من التحالف حتي لا يتحمل بمفرده نتيجة التحالف مع الإخوان لكن أيضاً دخول الوفد بقائمة منفردة يشبه الانتحار السياسي وسيقع بين مطرقة الإخوان وسندان الوطني المنحل.
أما جماعة الإخوان المسلمين فإنها رغم صلابتها إلا أن انسحاب الوفد أصابها في مقتل فقد فقدت بذلك حليفاً قوياً كانت تريد أن تخاطب به الداخل والخارج كحزب ليبرالي إضافة إلي خطابها المستمر علي أنها لا تريد أغلبية برلمانية خدعة كبري بعد أن كشفت التقارير خلال الأيام الماضية أنها سوف تترشح علي مقاعد القائمة كحزب ومقاعد الفردي كقائمة إضافة إلي أن بدأت تنشر أعضاءها في أكثر من حزب سياسي لإحكام السيطرة والنفوذ منها حزب شباب فرسان وحزب التيار المصري وحزب العمل وغيرها لكن لا تعلم أن الأسد لن يرحم الغزالة إذا اقتربت من منطقة نفوذه وهددت عرشه.
أما أحزاب الكتلة المصرية “هس.. هس.. محدش سامع لهم حس” فتلك الأحزاب مترهلة فقيرة لا تمتلك الكوادر التي تؤهلها لعب دور مؤثر في الحياة السياسية

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, October 11th, 2011 في 03:09

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي