رمزي الطويل

احداث مصر

الشارع المصري والحراك السياسي

يموج الشارع المصري منذ ثورة يناير بالحراك السياسي وليس كل حراك صائبا وتسود المجتمع المصري مظاهر الانفلاتات علي معظم المستويات وتتوزع في كل الاتجاهات وتطال كل الفئات إلا قليلا.
وربما يشعر المرء بالزهو والفخر لهذا الحراك رافضا في الوقت نفسه هذه الانفلاتات غير ان العين الفاحصة لمجريات الأمور في بلادنا بعد الثورة تري ان هذا الحراك وهذه الانفلاتات سيؤديان بنا لا قدر الله إلي مصير لا يعلمه إلا المولي عز وجل.
لقد تواري معظم الشباب مفجر الثورة عن المشهد السياسي وانقسم الباقون منه إلي شيع وأحزاب وتكتلات مختلفة لا تجتمع علي كلمة سواء ولا تتفق علي أمر من الأمور أو قضية من القضايا وتصدر المشهد الساعون للسلطة والشهرة ولو علي حساب الوطن ومصالح المواطنين.
لقد تجاهل الجميع خاصة أولئك الذين تصدروا المشهد وتعاملوا عمدا مع العديد من الحقائق علي أرض الواقع في بلادنا ولنا أن نشير إلي البعض منها:
كشف استطلاع أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ونشرته الميديا المصرية في 29 يونية الماضي ان 43% من المواطنين لا يعرفون اسم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وقال 1% فقط انهم أعضاء في الأحزاب.
بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الذي أجري في 19 مارس الماضي 41% مع إدلاء حوالي 18 مليون مصري بأصواتهم من إجمالي 45 مليونا لهم حق الاقتراع وكان هذا الاستفتاء بمثابة تجربة جديدة للمواطنين و”فسحة” للأسر المصرية للتعرف علي هذا “العالم الانتخابي” وفي نفس الوقت اختبارا لمصداقية السلطة.
أعلنت البورصة المصرية يوم 29 سبتمبر الماضي انها خسرت منذ يناير 2011 حتي تاريخه 31 مليار دولار أمريكي “186 مليار جنيه مصري” أي ما يوازي 42% من قيمتها.
ونري مما سبق ان الحراك السياسي في الشارع المصري لا يصيب ولا يتفاعل معه سوي أقل من 20% من الشعب بكل طوائفه وفئاته ومثقفيه وبسطائه.
إن 80% من الشعب يهمهم من المقام الأول الأمن والأمان والحياة الكريمة ولقمة العيش الشريفة بعيدا عن مناظرات المنظرين واجتماعات الحزبيين والمتكتلين.. كل جل هم الشعب في سلطة توفر له كرامته وأمنه وحياته.
ان الانفلاتات في المجتمع المصري أدت إلي خسائر فادحة في الاقتصاد المصري سيدفع ثمنها أبناؤنا إن لم يكن في المدي المنظور فسيكون فيما بعد.
رجاء
لكل الساعين لكرسي الرئاسة.. الابتعاد قليلا عن المشهد لإعطاء الفرصة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة للتفكير الهادئ والعمل المنظم للخروج بمصر إلي دولة عصرية قوامها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. شكرا لكم.. دام فضلكم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, October 8th, 2011 في 01:43

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي