على جمجوم

احداث مصر

أوهام تجديد الخطاب الدينى

أوربا لم تغيّر كتاب المسيحية المقدس كى تتخلص من جحيم محاكم التفتيش فى القرون الوسطى وتسلط الكنيسة والبابوية على شئون السياسة والاقتصاد،بل بإجراءات سياسية أولها فصل الدين عن السياسة وتحجيم دور الكنيسة والبابا فى نطاق الشئون الدينية فقط،ثانيها اطلاق حرية الفكر والرأى والاختلاف والابداع الحر فى الأدب والفن والفكر
فما بالنا وعصرنا يفوق عصر أوربا فى العصور المظلمة بما لا يقاس من قدرات ثورة فى المواصلات والاتصالات والتكنولوجيا،ما بالنا نتعثر ونعجز مثلا عن تحجيم دور السلفيين الموبوء بكل ما له علاقة بالتخلف تاركينهم يرتعوا فى مؤسسات الدولة وينشروا سمومهم فى الجوامع وغير الجوامع؟؟!!
لماذا لا يحجّم دور الأزهر سياسيا مثلما حجّمت أوربا دور الكنيسة سياسيا لتتخلص من ظلام العصور الوسطى؟؟!!..نعم أنا أعلم أن للأزهر هيبة دينية كبيرة،لكن أليست الكنيسة والبابوية كانا لهما نفس الهيبة فى أوربا العصور الوسطى؟
المسيحية زمن العصور الوسطى هى هى المسيحية حتى الآن وكتابها المقدس لم يتغير فيه حرف واحد،لكن عندما أتُخِذت سياسات لتلزمها حدودها فى ما يخصها فقط فى الشئون الدينية ونهاية تسلطها على رجال العلم (حرق جوردانو برونو حياً ومحاولة حرق جاليليو) و رجال الفن والأدب
انطلقات الطاقات الابداعية فى الفكر و العلم والأدب والفن ونهضت أوربا وأصبحت فى غير حاجة
مثلا لم نطلق عليه اليوم : تجديد الخطاب الدينى فى أيامنا هذه فى مصر..لماذا؟لأن أفق وعى الأوربيون قد نضج ونما وأصبحت قرآته الدينية من خلال منظور وعى رحب ناضج،وأصبح يلتمس حلول مشاكله بالعلم لا بالغيب مهما كان مُتعَباً أو يائسا
فأرجوكم كفى ترديدا لعبارة ضرورة تجديد الخطاب الدينى

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, June 24th, 2017 في 12:37

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي