حسن الرشيدي

انتخابات مجلس النوب

تاريخ حزب الوفد لا يكفي

قال السيد البدوي رئيس حزب الوفد ان حزب الوفد هو الأب الشرعي للوحدة الوطنية في مصر.. وكان وسيظل حامي تلك الوحدة والمدافع الأول عنها..
ولكن للأسف لم يحظ حزب الوفد في نتائج انتخابات المرحلة الأولي بالنصيب المناسب لتاريخه الوطني السياسي.. بل أعتقد ويعتقد كثيرون غيري ان الحزب فشل في الجولة الأولي من المعركة الانتخابية البرلمانية رغم المشاركة الجماهيرية في الانتخابات والتي بلغت 62% وهي أعلي نسبة تشهدها مصر في تاريخ الانتخابات البرلمانية.
فالنتائج الأولية لا تتناسب مع تاريخ الوفد العريق.. وهو ما يثير دهشة واستغراب الشارع المصري.. لأن الوفد لا ينقصه الدعم المالي الذي يغذي الدعاية الانتخابية.. خاصة ان رئيسه د. السيد البدوي قادر مالياً علي دعم تلك الحملة.. ولكن يبدو ان هناك أسبابا أخري في مقدمتها كما يبدو عدم توافق قياداته مع قواعده.. والتأثير السلبي للخلافات التي أصابت جسد الحزب في السنوات الأخيرة..
وأعتقد من خلال متابعتي لما يجري في الشارع الانتخابي ان حزب الوفد لم يخطط بالشكل الملائم لتلك المعركة واعتمد علي تاريخه ونسي المتغيرات الجديدة التي طرأت علي الناخب المصري.. وأيضا التكتلات الأخري والأحزاب الجديدة التي حققت نجاحا في المرحلة الأولي حتي تخيل المرء أن الغرور أصاب قيادة الوفد التي لم تحسن التدبير والتخطيط للعملية الانتخابية..
ان ضعف حزب الوفد ليس في صالح الوطن.. وأتمني أن يستيقظ ويعالج الهشاشة التي أصابته بالنزول للناخبين والالتحام مع الجماهير.
تسيطر علي بعض المسيحيين وبعض الطبقات الثرية كما أشارت بعض التقارير فكرة الهجرة من مصر إلي الخارج.. خوفاً من أن يؤدي صعود الإخوان والسلفيين إلي سدة الحكم لتغيير نمط الحياة ومظاهرها.
هذه الطبقات وتلك الفئات باختصار خائفة من تنامي قوة التيار الديني المتزايد وهو ما أكدته نتائج المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية.. هذه المخاوف يدركها الإخوان جيدا.. وهذا الأمر ربما يدفعهم لاثبات العكس.. والتأكيد علي انهم ينحازون للاعتدال والمواطنة التي تؤكد علي مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون.. وقد قال لي أحد قادة الإخوان ان التجربة ستؤكد انحيازهم للمواطنة.. وانه لا فرق بين مسلم ومسيحي علي أرض مصر.. ولكن عندما يستمع الناس إلي أحاديث حازم أبو إسماعيل السلفي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وبعض المتطرفين دينياً تسودهم مخاوف أكثر!!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, December 8th, 2011 في 04:00

كلمات جريدة احداث: , , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي