أحمد شوقي

انتخابات الرئاسة

مناصب الثورة

نحن نردد في سهراتنا ومنتدياتنا وبرامجنا الحوارية أننا نعشق تراب هذا البلد وعلي استعداد لبذل الغالي والنفيس دفاعا عنه.. ولكننا للأسف جعلنا مصر أشبه بالسجين البائس القابع في زنزانته ينتظر بفارغ الصبر الإفراج عنه. بعد ان تكالب عليها الكل في وقت متزامن واخذ يسدد لها الطعنات النافذة في سويداء القلب دون الاكتراث بصراخها وتألمها.
اقول هذا الكلام بعد ان لاحظت ان كل الساسة علي اختلاف مشاربهم مشغولون بأنفسهم ومكاسبهم الشخصية ابتداء بالاخوان ورغبتهم في الاستحواذ علي كل ماتقع ايديهم عليه من سلطات ومناصب مرورا بالشيخ حازم ابواسماعيل وانتهاء باللواء عمر سليمان الذي تكرم وتنازل وقرر الترشح للرئاسة هو أو غيره ممن ارتبطوا بعهد حسني مبارك ارتباط الأم بصغارها دون أدني تقدير للملايين الذين انتفضوا للتخلص من عهد فاسد هؤلاء كانوا سياطه التي ألهبت ظهر الفقراء.. وقمة المأساة هذا التأييد الواضح من بعض فئات الشعب والذي جعل الثورة ليست مستمرة كما يردد البعض دائما بل ان الثورة مذبهلة! لما يحدث من أحوال هذا الشعب الذي ثار وهدم نظاما فاسدا اذاقه العذاب ورفض كل رجال هذا النظام. وعاش اصعب فترات حياته منذ قيام الثورة حتي الآن. بسبب انعدام الأمن وخراب المؤسسات وانهيار الاقتصاد. وفجأة أراد البعض ان يعود من جديد الي نقطة البداية ألا وهي عمر سليمان الذي اختاره الرئيس السابق نائبا له ورفضه الشعب.. لكن لماذا هذا التحول؟ وهل حقا عمر سليمان هو رجل المرحلة؟ اعتقد ان البعض يعتبره كذلك. قائلا لنفسه ان الوقت قد اختلف وان الرجل سوف يفكر الف مرة قبل ان يتخذ قرارا ضد الشعب وآماله. وانه سوف يغير تفكيره ويبدأ عهدا جديدا يعمل فيه لصالح المواطن البسيط وخدمة هذا البلد.. نتمني أن تصدق توقعات هذه الفئة المؤمنة بالرجل وان يعمل هو جاهدا اذا وصل للرئاسة علي تحقيق ذلك الطموح وألا تصدق توقعات فئة اخري باشتعال الأزمة داخل البلد وتفجر الثورة من جديد لحظة اعتلاء سليمان المنصب كما نتمني ان تمر الانتخابات الرئاسية بسلام وتشهد تحولا ديمقراطيا بالفعل يعبر عن مدي عظمة هذا الشعب وثورته التي أذهلت العالم بأسره.
في النهاية.. الشعب يريد رئيسا مصريا لا هو إخواني ولا سلفي. يريده مصريا لا هو ليبرالي ولا علماني. يريده مصريا شرب من مية نيلها ولحم كتافه من خيرها ويعشق كل شبر فيها.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, April 13th, 2012 في 23:56

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي