أيمن نصر الله

احداث فلسطين

شالوم يا صاحبي

مشاركة مصر في المفاوضات بين إسرائيل وحماس لتبادل الأسري والمعروفة بصفقة شاليط ونجاحها في الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني و27 أسيرة هي بداية موفقة لمصر الثائرة لاستعادة مكانتها التي فقدتها بالفعل مع سبق الإصرار والترصد علي يد النظام السابق الذي ساهم في إبعاد مصر عن الجسد العربي وهمومه.
ما عجز النظام السابق عن تحقيقه طوال خمسة أعوام هي فترة أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط حققته مصر في خمسة شهور بعد أن نفضت يدها من نظام أساء إليها وإلينا ووضعنا في آخر الصف.. ولا أنسي تعليقات صديقتي اللبنانية لميا حمود عن افتقادها لمصر عبدالناصر فقد كانت تعشق مصر أكثر من بعض المصريين وكانت تغار عليها من نظام فاسد علي رأس الدولة لا يهتم سوي بجمع الثروات وتضخيم حساباته في بنوك أوروبا.. والآن أري الابتسامة في عينيها وهي تستمع إلي فيروز “مصر عادت شمسك الذهب”.
تذكرت سنوات عملي في الكويت مع رئيسي اللبناني أيضاً “أبو حسن” انحيازه إلي إيران بعد أن نفضت مصر مبارك يدها من القضايا العربية ولعبت في صفوف الأعداء وارتدت قميصهم وتكلمت لغتهم.. كان لا يكره أحداً في الدنيا مثل كرهه لمبارك ويري أنه حمل ثقيل علي صدر مصر وأننا لن نعود إلي مقدمة الصفوف إلا إذا اعتزلنا مبارك أو عزلناه.. والمدهش أنه ورغم تخطيه الخامسة والستين أطال الله عمره كان لديه أمل كبير أن يشهد يوم تنحي مبارك أو علي الأقل موته.
صديقي الفلسطيني رأفت تومة رئيس قسم الاقتصاد بالصحيفة التي كنت أعمل بها “عالم اليوم” كان دائماً يحاول أن يلتمس لنا أعذاراً وأعذاراً في كل مرة يخيب فيها أمله بسبب مواقف متخاذلة لمبارك ولكنه لم يفلح أبداً في إخفاء إحساسه بالمرارة حينما شاركت مصر مبارك حصار غزة وتركت الآلة الصهيونية تدكها وتمزق أجساد أطفالها.. كنت دائماً أحاول أن أؤكد ضرورة الفصل بين مصر بعظمتها وتاريخها وحضارتها وشعبها وبين مبارك وجمال وعز.. كنت أغار علي سمعة بلدي فأقع أحياناً تحت طائلة الدفاع عن سياسات النظام.. كنت أشفق علي مصر من الهموم الثقيلة التي يرمونها علي كاهلها وأري أنها لا تستطيع أن تحملها وحدها.. كنت أتحدث عن تضحياتنا من أجل العرب وما يعانيه الشعب الآن من جراء حروب خاضها دفاعاً عن الوطن المصري والعربي في آن واحد.. والآن اكتشفت أنهم كانوا يؤمنون بمصر أكثر من إيماني بها.. ويدركون عظمتها وقوتها وينتظرون عودتها لتقود العرب وقد عادت رغم أحزانها الداخلية وأوجاعها التي لا تنتهي فقد تغيرت مصر للأفضل بمجرد رحيل النظام.
لا أقصد بالطبع أن ما حققته مصر في صفقة شاليط أو ما ساعدت وشاركت في تحقيقه هو بطولة مصرية فالصفقة في الأساس بين حماس وإسرائيل ولكن ما حدث يعني أن مصر عادت إلي مكانها في قلب العالم العربي.. وإذا قرأت تفاصيل الصفقة ستجد أن مصر هي الضامن فيها وأنها بمجرد إبلاغها للجانب الإسرائيلي أن شاليط حي وبخير سيتم الإفراج عن 27 أسيرة فلسطينية وسيفرج عن فوج آخر من الأسري بعد أن تؤكد مصر لإسرائيل أنها تسلمت بالفعل شاليط.. وهذا يعني بالطبع مدي ما تتمتع به مصر من ثقة حتي من عدوها الدائم والتاريخي.. ويدخل في بنود الصفقة ضرورة تحسين أوضاع الأسري الفلسطينيين وإنهاء كافة الإجراءات الاستثنائية المطبقة ضدهم في السجون الإسرائيلية.
لن أتحدث عن الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل للإفراج عن جندي واحد وقع في الأسر منذ 5 سنوات ولا عن ترقية الجندي الأسير مرتين وهو في الأسر ومرة بعد نجاح الصفقة ولن أتحدث عن صمود حركة حماس ونجاحها في رفع ثمن الأسير لأعلي سعر ولكن حديثي اليوم عن مصر وكفي.
.. وأخيراً..
جاء صوت أحد مواطني غزة عبر الهاتف وهو يصف الأفراح بالإفراج عن ألف أسير والاحتفالات في شوارع غزة خلال مداخلة تليفزيونية وقال “الآلاف خرجوا في شوارع غزة للاحتفال.. ففرحتنا فرحتين بعد نجاح الصفقة وخروج الزمالك من كأس مصر”.. وهكذا دائماً يرسم الزمالك الفرحة في قلوب ملايين المصريين والفلسطينيين سواء فاز أو خسر وهذا سر عظمته.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, October 21st, 2011 في 02:02

كلمات جريدة احداث: , , ,

ردود to “شالوم يا صاحبي”

  1. أشرف صقر
    21/10/2011 at 18:00

    سلام يا صاحبى , سلامى لكل فلسطينى يعرف قدر بلدى , وأقول ياصاحبى , فلسطين فى قلوب كل المصريين الوقت ومن سنين وسنين , فلسطين فى قلوب الأحياء وكانت فى قلوب الميتين , فى قلب عبدالناصر فلسطين , فى قلب السادات فلسطين , فى قلب مبارك فلسطين , فى قلوبنا الوقت وهتكون فى قلوب كتير جايين , لكن للأسف فيه ناس كتير منكم بيغيرهم كلام ناس ولينا كارهين , لكنكم فى أى حال فى قلوبنا قاعدين ومربعين وده إللى لازم تكونوا ليه فاهمين .
    سلام ياصاحبى كلمه لازم يقولها الحمساوى للفتحاوى علشان عيون فلسطين , و بوحده بينكم تكون وبفكر واعى وعيون صاحيه وهدف واضح هييجى الإسرائيلى لغايه عندكم و يقول شالوم ياصاحبى .
    قاعد جنبى زملكاوى ووصانى قبل ما أختم أقولك , سلام ياصاحبى .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي