عبد الله نصار

احداث سوريا

نصر أكتوبر ولعبة قطر ومحنة سوريا

في أكتوبر 1973 تحقق أعظم انتصار في التاريخ الحديث وهو نصر أكتوبر.. حيث قامت القوات المسلحة المصرية وبمشاركة مع الجانب السوري في احراز النصر الذي لاتزال تتحدث عنه المعاهد العسكرية في العالم..
ليس هناك مصري لا يتألم لما يحدث في سوريا من سفك للدماء كل صباح ولكن ارسال قوات مصرية إلي سوريا هو أمر غير مقبول.. بل مستحيل.. حتي وان حاول البعض تصويره علي انه انقاذ للشعب السوري وعروض التمويل والأموال من الشقيقة الصغري قطر التي تعتقد ان المال هو كل شئ..
لا يزال الحل في سوريا بيد السوريين أنفسهم..
وكل ما يتردد عن ارسال قوات مصرية إلي سوريا وبتمويل من الشقيقة الصغري قطر هو محض افتراء وشائعات بل انه جنون لمن يفكر فيه..
الجيش المصري وقواتنا المسلحة العظيمة تعرف المهام والواجبات.. وهي ليست مجرد واجهة أو قوات مرتزقة كما يحدث في بلاد اخري أو يعتقد البعض ذلك وهي اوهام خاطئة عن جيش عظيم ورجال المهام القومية والوطنية بضاعة الشقيقة الصغري قطر هي المال.. والمال لا يصنع كل شئ في الحياة.. وفي عام 1996 وخلال مشاركتي عضواً رسمياً في مؤتمر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد في عمان بالأردن دار حوار مع الوزير القطري للخارجية حمد بن جاسم فقد كان الحضور المصري واضحاً برئاسة عمرو موسي و11 وزيراً ونحو 120 من رجال الأعمال وبعض رجال الفكر والثقافة ضمن الوفد الرسمي وحاولت الشقيقة قطر ان تستضيف المؤتمر التالي لديها.. وحاولت وعرضت علي الأخوة الأردنيين منحاً وتسهيلات وأموالاً..!
ولكن في النهاية حسم الأمر وتم الاتفاق علي عقد المؤتمر في العام التالي بالقاهرة وحاولت الشقيقة الصغري قطر اختطاف المؤتمر بعروض الأموال أيضاً… وكان المؤتمر الأول قد عقد بالرباط ولكن حسم الأمر مما أثار غضب الجانب القطري..
توجه الوزير القطري حمد بن جاسم إلي قاعة المؤتمرات بمدينة الحسين وعقد مؤتمراً صحفياً وتحدث فيه عن دور قطر التاريخي وقال إذا كانت مصر قد حاربت وانتصرت في حرب أكتوبر المجيدة فنحن شركاء في هذا النصر فقد قدمنا الأموال ودفعنا للسلاح والعتاد ولا يجوز أن تدعي مصر أنها صاحبة الانتصار وتحقيق النصر.. وبدأ في توجيه الاتهامات لمصر بدون مناسبة وقال عليهم أن يدركوا دورنا أيضاً في نصر أكتوبر..! وهو ليس حكرا عليهم.. وانزعجت من كلام الوزير القطري في غير موضع وفي هذا المكان.. وفي توقيت لا علاقة له علي الاطلاق بذلك.
ووقفت وقلت له.. سيادة الوزير ربما قدمتم الأموال في حرب أكتوبر ولكن مصر وسوريا قدمت الدماء للشهداء والمصابين.. وهي اغلي من كل أموال الدنيا.. نحن نشكر كل الأشقاء الذين وقفوا معنا.. ولكن لا يجوز توجيه مثل هذه الكلمات بهذا الأسلوب.
الرجال يا سيادة الوزير هم من صنعوا النصر وألحقوا الهزيمة بالعدو وغضب الوزير القطري.. وقلت له هل التطاول والاتهامات علي مصر لمجرد ان فشلت الشقيقة قطر في الحصول علي استضافة مؤتمر ثم تخرج لتتحدث عن الأموال ونصر أكتوبر.
وقلت له انظر خلفك علي خريطة الوطن العربي.. ونظر وقال ما بها قلت له.. أين الشقيقة قطر علي الخريطة.. وأين مصر.. وقلت.. نحن نحترم كل الأشقاء ونشعر بالعرفان لكل دور ومساندة.. ولكني ليس بمثل هذا تدار العلاقات بالأشقاء من أجل مؤتمر تلقي بأطنان من الملح علي جروح مفتوحة..
وما أشبه اليلة بالبارحة.. وأخشي ان نسقط في المستنقع القطري ويخرج علينا من يقول عن أي انجاز أو عمل نحققه انه تم بالأموال القطرية.
كما ان محنة سوريا لن تحل بالمال القطري وحده.. وان كنا نتألم ونشعر بالمحنة فإن هناك بدائل أخري لانقاذ الشعب السوري دون توريط القوات المسلحة المصرية في مغامرة يسعي البعض لها ولكن الحمد لله فقد أصبح لدينا من دروس التاريخ ما يكفل الصمود والخروج من مثل هذه المؤامرات.
كلمات لها معني
النسور لا تجتمع أبداً في مكان واحد في أي وقت أنت لا تري الا نسراً واحداً
روز بيروت
خبير كمبيوتر

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, October 4th, 2012 في 00:30

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي