انسان

احداث اليمن

الآن فقط نسمع ألحان الثوار الحقيقين تتعالى في اليمن

الآن أيها الشباب وليس في الأمس وليس غداً ، الآن سنسمع أجمل الألحان في ثورةٍ من ثوار.. اليوم انتهت المعارضة من مسرحيتها وأنزلت الستار ..ستارها المليء بالثقوب والعيوب ورفعت تلك الظلال المادية عن الشباب التي توهنهم بها أكثر من أن تعين ، ظلال تفرغ العظام وتقلص الأحلام وتنشر الضباب في المكان وفي العقول وفي الجيوب وفي القلوب .. اليوم تنقشع الغيوم المفعمة بالأمطار السوداء والذنوب.. اليوم أنى تثبتون وتضربون بأرواحكم في أعماق الأرض فشدوا ظهوركم الفقيرة والحزينة والمفعمة بقوة النضال .. شدوها حتى تنمو فتـفقأ عيون الشر والطمع والخيانة في كل الذين أكلوا من خير اليمن ثم باعوا الوطن ونحن والكرامة بمصلحة زائلةٍ هزيلة .. تباً لهم من تجارٍ خاسرين باعوا بأبخس الثمن..
اليوم أنتم المخرجون والأبطال ، والمسرح هو الميدان ودوركم هو : الثوار .. الحقيقيون ، وكم أخشى أن يحولوا – مثلما دأبوا أن يفعلوا – مسرحكم الصعب من مسرح الشرف والأرادة والعزيمة إلى مسرحٍ للجريمة، يذبحون فيه آخر الأنوار

الآن أتمنى لو كنت معكم ، أقف وأهتف وأدفع عنكم ..الآن أقولها بقلمي وبملء روحي وقلبي وفمي : هاهي ثورةٌ قد بدأت في اليمن فالتهتفي أيتها الدنيا إذن .. ما كنت أتصور أن يلتفت قلبي إليها لحظةً ، أوتسري يوماً في دمي .. اليوم أصرخ بقوى الفساد المثخمة من خيرات بلادي وكل النعمِ : أنتِ لم تتمكني .. لم تتمكني من كل ابن أمي وأبي ، قلت أنك انتهيت منا .. من كل يمني.. صدقتك ، فلتغربي عني.. فإنك تكذبي ، ولولا أني أخاف الله لانتشيت حتى السَكَر شماتةً بك ولشربت نخب الهزيمة ، وامتعاظ وجه القوى اللئيمة عندما رأت شباباً صادقين لم تطلهم أياديها الأثيمة.. إذن فلتندمي ولتبدئي فلتهربي ، صدقيني سيكثرون يوماً ما وسيطاردونك إلى أعالي الجبال ، سينصبون لك المشانق ، وسيسحبون أولادك الفاسدين الصغار في كل المدينة بكل ما لدينا من مناجل ومن فؤوس و من أقلامٍ وإن لم نجد فصدقيني… أظافرنا متينة ، وسنشدهم بالحبال ونرميهم في بحارنا التي طالما امتلكوها ، وستبتسم يومها الشمس الغاضبة الحزينة … ذاك أننا تكثر عندنا الشمس والبحار، ونحن أصدقائهم منذ الصغر ، ألواننا سمراء وجمالنا استعرناه من ضوء الشمس فبدونا كالقمر، ورغم شدة وغضب الشمس منا هذه السنين إلا أنها ستهدأ يوم الانتصار ،ويوم نسترد بحارنا من أيدي حفنةٍ من ..لصوصٍ تجار !! سيكون ذلك وأنتِ بحسرةٍ تنظرين ، بينما نحن نبتهج من جديد ، فتمتلئ عينك القبيحة بالدموع من بعيد خلف قضبانك في تلك الجبال .. فياأولئك الرجال لطالما أكثرت الأعتذار إلا أن عذري منكم أنني ممن ابتلوا وشوهوا باليأس وبقلة البأس وطول الانتظار، فآمنت وأيقنت أن لا قوم في بلادي ولا أحد في بلادي بقي فيه شيء من رجال .. لكنكم وفجأةً أراكم اليوم تلمعون بين أعمدةٍ تسقط ، ورغم خرابٍ يمطر مطراً اسود يسمل الأبصار والعيون بمكرٍ من إخوتي ..الجيران !! ومن الاستعمار ، بينما أنتم تشرقون كذهبٍ في النار …. فياأيها الشرق والغرب وياأيها العرب اليوم أنشد بأننا مازلنا هنا ..أتذكروننا بيت الانصار والنسب نعم ..هاهنا، فرغم شدة التآمر من الفريب والبعيد في طول السنين وطمع العربي باليمني الفقير دون حياء ثم يدعون أنهم محسنين.. لا أب لكم ..أمن أجل ميناء؟! ألا تستحون ؟! ثم تسفسطون بأننا ربما أصبحنا أقوياء وهذا يضر أمنكم وكنتم من قبل قد أعنتم الذئاب على إخوانكم في العراق ،شعاركم فلنبقى بفناء الجميع ، اذكروا أنه وفي اليوم الذي ستنقض عليكم فيه ما جمعتم وما تحالفتم معهم من ذئاب فإنكم ستبحثون عن أقوامٍ تجري في عروقكم وعروقهم نفس الدماء ولن تجدوا يومها إلا .. الأعداء ، ورغم ما بذلتم في زرع كل تلك الألغام والمحن ..فإليكم إذن بلهحةٍ قوية هذا الخبر يشق آذانكم وقلبكم الأصم .. ( أيها العرب الأغنياء لتمتلئ قلوبكم بالرعب ، ولتبدأ بالانهيار إننا مازلنا نملك الأحرار..وإن لم ننتصر اليوم فالنصر بإذن الله ..غداً)
لكن ..تغلبني نفسي الشقية لأعود وأسأل : ياأحبتي الثوار يانور عيني ويانور النهار هل ثبتون وإلى متى سثبتون .. وهل تعلمون من تحاربون..إنهم .. إنهم ..ماذا أقول .. كديناصور .. نعم دمه من نقود ومن نفوذ العربي ..الجار، وعقله يعمل بدوائر إلكترونية صنعت خصيصاً في البتاجون من أجل هذه المنطقة ، وجسده عفي يتغذى من كل الفاسدين في النظام وغير النظام بكل حساباتهم ومصالحهم وإتفاقاتهم السرية والتي تعني الوطن .. ألن يجعلكم هذا تبدون كطائرٍ صغير وهو يقاتل ويناور ديناصورهم … لكن لحظةً فغالباً ما تخطئ حساباتي.. ذاك أني لست أجيد وزن الأمور وتقدير المقادير في معاركٍ كهذه يخوضها أبطال فلم أشعر يوماً بشعور الأبطال ولم أحظى يوماً بتلك الروح التي تبث عبق القوة والمقاومة والاستمرار .. وفي كل الأحوال لا يهم .. لايهم حتى لو لم تذبحوا حيوانهم حتى نسمع صوت ارتطام جسده الضخم على الأرض وصوت أنفاسه تخور وكأنها قرع الطبول في الحقول فتصحو البذور وتنمو الحياة من جديد في كل الأموات .. فتمسكوا بأيدينا وتخرجونا من القبور لنرى وجه الشمس بعد السنين، وتسمحوا لنا أن نشارك في قرع الطبول حتى تتعب أيدينا من شدة الفرح وحتى تسمع الدنيا أروع أغانينا .. صدقوني حتى لو لم يحدث كل هذا ما تمنيتم وتمنينا فتكفينا وربي وقفتكم في وجه الجدار فهو بحد ذاته انتصار وإن لم تتمكنوا من فنح ثغرةٍ ليدخل منها النهار فلا بأس فقد سلمت أياديكم ووقفتكم أيها الأحرار .. فلطالما قد ظننت أن ذاك الفساد انتصر ، وحول كل من في الوطن ، ولم يبقي أحد يحيا دون أنفاسه الأثيمة ، ثم أخذ بعضنا وكنت واحدةً منهم، فأدخل أنابيباً فينا من أنوفنا وآذاننا وأفواهنا وأخذ يمتص أرواحنا شيئاً فشيئا ..أعلم أنكم لن تصدقوا لكنها الحقيقة ويعلمها الله .. لقد امتص الشباب والاحلام وكل الحب ولو رأى شمسا تبزغ أو صوتاً جميلا يتردد أو حتى عشباً أخضر ينبت أوزهرةً تنمو في إحدى جنبات النفس أو بقعةٍ ما في القلب ، فإنهم ياأيها الثوار يمتصونها بتلك الأنابيب لنعود من جديد كما كنا نتنفس الصديد وهم يستمتعون بمذاقنا ويضحكون ويسخرون .. أنتم اليوم تناضلون في وجه الجدار لكنكم لا تروننا ، إننا معلقون ياإخوتي في الجدار.. هكذا طول الحياة نبقى في انتضار الموت ولا نموت

أوتعلمون…. إننا لأكثر الخلق فرحاً بكم نتمنى لكم النصر ، ولأكثر الخلق خوفاً عليكم نخشى أن نظل ننظر إليكم يابقية أحرار..ونحن معلقون من أيدينا مستباحون ، لاحول ولا قوة فينا ، وأنتم تذبحون تحت الجدار.. بالله عليكم أيها الرجال لو أنكم قد رأيتم أن القوم اتحدوا عليكم ويستشرسون وقد أحاطوا بكم ولا أمل في نصركم .. فلا تدعونا نراكم تذبحون ، يكفينا ما فينا ، ويكفينا ويكفيكم أنكم موجودون.. ستتكاثرون وستخرجون عليهم يوماً ..ربما أنتم وربما أولادكم ..من يدري ، إلا أنكم ستخرجون من جديد وبوعي وببصر من حديد ، أما نحن فسيكون قد رحمنا الله وأصبحنا رفاتاً في الجدار، إلا أننا. أحرار ونعدكم أن تسعد أرواحنا معكم بالانتصار

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, June 17th, 2011 في 02:16

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي