صلاح حامد

احداث مصر

الفشخرة المسخرة

لأن “البرومو” كان يروج لأروع الأفلام والبرامج. التي تقدمها الفضائية علي شاشتها. فقد كان لزاما عليه أن يكشف عن أفضل ما لديها.. وبالطبع لن يجد أكثر إثارة من عرض “مقاطع” لراقصة مشهورة. وهي تتلوي كالأفعي عندما تستعد لنفخ السم في الضحية.. كانت “الرقاصة” ترتدي قطعة قماش صغيرة جدا. لا تكفي لعمل “فستان” لطفلة مولودة “النهاردة”.. فإذا غطت بها الجزء الأعلي من جسدها. كشفت “الأسفل”.. وإذا وضعتها علي بطنها. كشفت ظهرها.. ولم لا فالراقصة أول من اكتشفت “تقنية” اظهار ملابسها الداخلية. في الحفلات الخاصة. والكباريهات والافلام البذيئة.. والمصيبة ان بعض المشاهدين قد يتملكهم الحياء من مشاهدة هذا “البرومو” المخجل. في حين تعترف الراقصة بمنتهي “البجاحة” أنها “تأكل عيش بجسدها” وتقول بفخر وبالفم المليان: إبني لن يخجل من اقتران اسمه بلقب “ابن الرقاصة”. لأنني اقدم فنا صعبا!!
وتضيف ب “فشخرة” بأنها تعتبر نفسها مصدرا مهما للسياحة والدخل القومي في مصر. لأن رقصها وفنها يجذب اعدادا كبيرة من السياح. الذين يأتون خصيصا لحضور حفلاتها ومشاهدة رقصها.
ياسادة: ليست هذه هي مصر. وأمثال هؤلاء لا يمثلن نساءها وفتياتها العفيفات.. صحيح ان وزارة السياحة في عهد “المخلوع”. كانت تقدم “أم الدنيا” للسائحين علي هذا النحو. بل ووضعت صورة هذه “الرقاصة” علي “بانفريت” ضمن حملتها لترويج السياحة لمصر. بجانب صور الأهرام وأبوالهول. ضاربة عرض الحائط باعتراض وصراخ الغيورين علي وطنهم. الذين لم يتصوروا يوما ان تمثلهم راقصة عارية… لكن هذا الأمر لم يعد مقبولا الآن.. فقد قامت الثورة. وبدأنا عهدا جديداً. نجتهد فيه للعودة لأصولنا الكريمة. وسمعة بلد الأزهر الشريف. اعظم منارة لنشر العلم والإسلام في العالم.
طبعا هذا الكلام ليس موجها إلي “الراقصات”.. فمهنتهن هي بيع أجسادهن قطعة.. قطعة. بينما “الحرة لا تأكل بثدييها”. وأصلا “اللي اختشوا ماتوا”. ولا يقعد علي “المداود إلا شر البقر”.. لكني أوجه حديثي لأصحاب الفضائيات الذين اعتنقوا الحكمة المكيافيلية الشهيرة: “الغاية تبرر الوسيلة”.. وغايتهم هي جمع الذهب والفضة. ومن أجل ذلك أطلقوا فضائياتهم في سماء الاعلام.. ولو كانت الوسيلة نشر كل فج وقبيح وصادم للذوق العام.. لكن ما ذنب مشاهدي التليفزيون. وبينهم الأطفال الصغار.. الأبرياء.
قال تعالي في كتابه العزيز: “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً”.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, October 17th, 2011 في 09:59

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي