مرعي يونس

احداث مصر

ماذا نريد من الاحزاب في مصر

اذا تأملنا المشهد السياسي الحالي في مصر وما يجري فيه قد نخلص الي نتيجة مفادها ان الاحزاب الحالية مازالت احزابا هاوية تفتقر الي الرؤية الواضحة والمحددة لصياغة شكل مصرالحديثة واسلوب ادارتها والنهوض بها في المرحلة المقبلة … بل لاابالغ اذا قلت ان الاحزاب لا تفهم وظائفها المجتمعية باعتبارها مؤسسات تعليمية تتحمل مسئوليات تجاه الشعب والمجتمع الذي تعمل فيه.
بداية . لم تقدم الاحزاب حتي الآن برامج يطمئن اليها الناخب وتجعله يثق في قدرتها علي حل مشكلات مصرالاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ عشرات السنين .كان من المفروض ان تنبثق عن هذه الاحزاب فور تشكيلها ورش عمل متخصصة لدراسة مشكلات المجتمع ووضع تصورات لحلها حتي خلال المرحلة الانتقالية.
لكن الاحزاب بدلا من ان تفعل ذلك بدت طوال الفترة الماضية مرتبكة وكأنها فاقدة للتركيز فهي تتفق ثم تعدل عما اتفقت عليه وتتحالف وتفض تحالفها وابرز مثالين علي ذلك البيان الذي وقعه رؤساء عدد من الاحزاب مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة مؤخرا ثم تراجعوا عما وقعوا عليه تحت ضغوط قواعدها وليس المقصود بالقواعد هنا رجل الشارع اوالناخبين انما المقصود بها علي ما افهم اعضاء الحزب من النسقين الاعلي والاوسط.
والمثل الثاني يتمثل في تحالف حزبي الوفد والحرية والعدالة في اطار التحالف الديمقراطي لكن التحالف انفض بعد ايام بسب قرارالهيئة العليا للوفد خوض الانتخابات بقائمة منفردة وكان من المأمول ان يقود التحالف بين الوفد والحرية والعدالة – وهما اكبر حزبين علي الساحة السياسية الآن – مصر خلال المرحلة المقبلة وتتشكل منهما الحكومة . ويخطيء الوفد اذا تصور انه يمكن ان يفوز بالاغلبية المطلقة منفردا اللهم الا اذا كان قد ضم من فلول الوطني السابق رموزا قوية تضمن له ذلك.
ولاينبغي ان ننسي تلك المعارك الجانبية بين الاسلاميين من جهة والليبراليين من جهة ثانية حول هوية الدولة فكلا التيارين ينفق وقته وجهده في صراع لايقدم ولايؤخر بدلا من الانشغال بتقديم رؤي تتنافس علي حل مشكلات المجتمع المصري وسوف تتحسن صورة الليبراليين كثيرا اذا ادركوا ان معركة مصر ليست مع الاسلام والاسلاميين وانما المعركة الحقيقية التي ينبغي ان نواجهها هي التخلف.
واذا كان المطلوب من الاحزاب الآن ان تبلور رؤيتها بصورة واضحة ومحددة بحيث تكون قادرة علي الوصول مع المجلس العسكري إلي حلول لمشكلات المرحلة الانتقالية ثم المساهمة بعد ذلك في اقتحام مشكلات مصرالاكبر للعبور بهذا الوطن نحو التقدم والرخاء. فانه مطلوب منها بعد ذلك ان تعي وظائفها جيدا وهي الالتحام بالجماهير ومعرفة مطالبها لتحويلها الي سياسة عامة وهو ما يعرف بلغة علم السياسة تجميع المصالح اما وظيفتها الثانية فتتمثل في التنشئة السياسية من خلال تكوين رؤية لدي المواطن نحو المجتمع والسياسة ونقل الثقافة السياسية من جيل الي جيل ثم ان الاحزاب هي التي تختار وتحدد القضايا التي تواجه المجتمع وما يحتاج اليه وترتيب ذلك تبعا للاولوية وتمكين الناس من التعبير عن رغباتهم ومطالبهم بطريقة منطقية هذا بالاضافة الي دورها المعروف في مراقبة اداء الحكومة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, October 9th, 2011 في 02:55

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “ماذا نريد من الاحزاب في مصر”

  1. بحبك يا مصر
    09/10/2011 at 18:27

    عايزين تدخل الحكومة بجد فى عمل حد لمن يقوم ببناء شبكات المحمول فى وسط المبانى السكنية
    لانه بيضرنا كلنا واعتقد اننا بالوعى الكافى وخاصة اننا فى ازمة الضمير انه مش موجود بالفعل
    وهذا فى محافطة الغربية مدينة طنطا حى العجيزى شارع عبد المتعال
    وخاصة ان الشخص الذى يضع هذه الشبكة يستخدم البلطجية المسلحين باسلحة بيضاء فى التعرض لسكان الحى ولمن يتكلم بلسان الحق نتمنى الإهتمام بالسرعة جدا لانه بالفعل قائم على عملية الانشاء
    هذا الشخص الغير مرغوب فيه يسمى ( مصطفى راضى )يبنى شبكة بث للمحمول على البناية التى يمتلكها فى الشارع المسبق الإعلان عنه ( الغربية طنطا العجيزى شارع عبد المتعال )
    ونرجوا الاهتمام لانه يعتقد انه فوق القانون ويتعاون مع بلطجية مسلحين انقذوا المصريين من العناصر الغريبة دى وهو ده وقتكم. الشرطة والجيش مع الشعب ايد واحدة عايزين نشوفكم معانا

اترك تعليقاًً على هذا الرأي