بقلم الدكتور عبد الرزاق المؤنس

احداث سوريا

الفاصلة في حياة سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم( هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) صدق الله العظيم…
رحم الله تعالى الامام الشافعي اذ قال: ( لو كان العوام عبيدي لآعتقتهم), أجل ان الجهل هو المستنبت الاخطر للرذائل وللفتن وللعداوة و البغضاء بل الاهم انما هو البيئة المناسبة للانسياق وراء كل ناعق ومغرض وللتغرير بصاحبه, وهذه الفاصلة المهمة في حياة سوريا العزيزة انما كشفت هؤلاء كما كشفت المنافقين الذين يتقنعون بقناع الاسلام أو السلفية , أو المذهبية , وهم في الحقيقة أبعد مايكون عن الاهم و الاعظم ألا وهو فهم كلام الله تعالى في القران الكريم فضلا عن العمل بما جاء فيه !!!, ومن الطبيعي في علم النفس أن المنافق أو الجاهل وخصوصا صاحب الجهل المركب أي الحاقد و المعاند و الشهوي لمصلحة ما وقد يكون يجهل مصلحته شخصيا أنه يتمطى على جهله ومرضه النفسي هذا ليعوض مافقده من أدب وعلم وتهذيب بالاستخدام الغبي في كلامه أو في كتاباته لعبارات القذف و الهجاء و الاتهام , وهذا ماانكشف اليوم في صفحة الفتنة التي طبخت للوطن الأهم الاكرم سوريا و انكشف معها من دبرها بعد أن زهقت في سبيل ذلك أرواح غالية بريئة تحت وطأة فئات لاحظ لها في الدين و الايمان, ومع ذلك فان الشئ كلما علا كلما قربت منه الاخطار كالقمم التي تسفيها الرياح و الغيوم وكذلك الاشخاص و أعني اليوم في منظومة الوطنية الحضارية لسوريا سيادة الرئيس بشار الاسد المحترم…
فماذا قرأنا للناعقين حول سوريا؟ يتهمونها بالطائفية, فمرة علوية ومرة صفوية, ومرة شيعية ومرة سنية؟؟؟
ولو سألنا هذا الناعق المتهم معاني هذه المصطلحات لعجز عن الجواب العلمي لها…. وان كان كل هذا لا معنى لبحثه و لا يجوز اثارته في الحكمة الدينية الاسلامية , بل نهانا عن ذلك الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم, ردا على من يبحث في شؤون العصبيات و الفرق فقال: دعوها فانها منتنة,,, أما اليوم فالواجب الوطني بل الديني و الانساني يلح علينا أن نتفق على مبادئ وقيم في الوطنية و الاخلاق وفي الصدق و البناء و المشاريع العامة و الخاصة مع التناصح و الاهتمام بشأن عظيم جدا ألا وهو أن يصلح كل انسان على أي مستوى من مسؤولياته ما بينه و بين نفسه و اسرته ومحيطه,,, و ما بينه و بين الله حتى يصلح الله تعالى مابينه وبين الناس!!!
وان من البديهيات المعلومة في القران الكريم أنه قد جاء فيه: ( وان أحد من المشركين استجارك فأجره…), وكذلك جاء في المخالفين لنا في الدين بأن نعدل معهم و بأن نحسن اليهم و أن نبادر بالبر نحوهم:( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم والله يحب المقسطين), وغير ذلك أيات كثيرة, و ان هذا التنوع الديني وغير الديني أيضا فضلا عن التنوع المذهبي و الطائفي هو ارادة الهية ولا يحق لأحد مهما كان ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكره أحدا على دين أو مذهب ما, بل ان مهمته هي التعليم و الابلاغ و الدلالة على الهداية الصحيحة باللطف و الحسنى و ليس الاكراه على دين أو هداية فقد قال الله تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)….
الا ان كل من يخوض هذه الفتنة العمياء أو يساعد عليها المتأمرين فيها من أية جهة اعلامية أو معلوماتية أو تظاهرية أو حديث بين اثنين أو ما شابه ذلك فانما يدخل تحت منظومة قول الله تعالى: ( ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الدين أمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الاخرة )… وكذلك هي تدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 من أعان على قتل أخيه ولو بشطر كلمة –أي كلمة اقتل قال منها فقط(اق)- فعليه لعنة الله في الدنيا و الاخرة ),,, ومثله قوله صلى الله عليه وسلم ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)….
ان المهم و الاهم في ذلك أن يعتني كل انسان بما يهمه من خير الدنيا و الاخرة لآن ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه) , وكذلك ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لآخيه مايحب لنفسه) , و ان معالجة ما حصل من هذه الفتن يستطيع كل من كان لديه معلومات أوليه عن علم اصول الفقه أن يعرف بأن ( الضرر الأعم لا مانع بأن يدرأ بالضرر الأخص), ان لم يكن ذلك واجبا أحيانا , وهذا الشأن العلمي الفقهي ليت الجهلة الذين يخوضون في المظاهرات المجنونة ويخوضون في الفتن داخليا وخارجيا سألوا ان كانوا يجهلون وهم كذلك أهل العلم أي الفقه و الذكر ليعرفوا وليهتدوا الى ما يرضى الله تعالى فيما يفعلون 🙁 فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ,,, والله تعالى أعلم….

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, May 9th, 2011 في 06:20

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي