عدنان

احداث اليمن

محافظ عدن فاتحٌ عظيم !!

فتحت الشارع يامحافظ عدن ..
شــــــــــــــاطر .. هكذا تكون الفتوحات .. فتوحات صانعي القصص الخرافية ومبتدعي فنون الإرهاب
فتحت الشارع ..
بينما تقطع الكهرباء على عدن وبالذات المناطق المختنقة بالحر والمحيطة بها الجبال في كريتر والتي ازادت اختناقا بعد أن باع وخصص أصدقاؤكم القدامى الشواطئ ودفنوا كثيرا من البحار للبناء والاستثمار ..فتأتي أنت بالديدن الجديد و تقطع الكهرباء حتى يخيم على أهلها الظلام قطعا جبارة تقطع أنفاسهم .. فهل جربت ياهذا تلك الساعات تضحك في وجهك وأنت بين جدران الظلام والحر والرطوبة والسكون وانقطاع المياه تنتظر الحياة .. بل الجزء البسيط المتبقي منها والذي ارتضيناه أصلا منذ البداية وصمتنا وصبرنا ..لكنَ أمثالكم من الظالمين استكثروا أن يتركوا لنا هذا الجزء اليسير فأخذوا يساومونا عليه.. ينتزعوه منا شيئا فشيئا .. يسحقوننا كما تُسحق حبات القمح في الرحى ..
وإذا ثرنا ببراءة وبلاهة الأطفال تبتدعون الأحداث بالعصابات الخفية وبتمويل مخيفٍ ، ثم تتهمون من شئتم بالإرهاب فتزحف جنودٌ يمنية مزودة أو طائرات أمريكية .. وليتهم يخلَصون من ثار فقط .. إلا أنهم يحرقون كل شيء ..الأحبة والبيوت والحارات والذكريات وفي النهاية ينتصرون .. ويسمهم العالم أبطال ..
في الساعة السادسة صباحا قصفت الطائرة الأمريكية بيت ابن عم صديقتي في جعار والذي بات في بيته تلك الليلة وحيدا بعد أن كان قد نقل زوجته وأولاده الثلاثة ـ أكبرهم فتاة في التاسعة وأصغرهم ولد عمره سنتان ةنصف ـ نقلهم إلى بيت أقاربه في عدن ..ولما تجمع الناس حول البيت بعد قصفه عاودت الطائرة القصف فجُرح ثمانية مواطنين آخرين .. أدخلوا الجرحى إلى مستشفى النقيب ولم يُدخلوا الجثة لتراها زوجته وأولاده .. دُفن الشاب في الحُصن ودفن معه قلب لا يدرون قلب من ؟! .. لو أن أحداً قرأ ما أقول فلن يصدقه .. فثمة ثورة وحكومة عادلة أليس كذلك حتى أنني سئمت الكلام ؟!! لكنَ الكل سيصدق ما كتبته مواقع الإنترنت أن المنزل كان وكرا للقاعدة .. بينما القاعدة الحقيقية تتواجد بالمئات والآلاف في مناطق معروفة.. يُدفع لمن ينضم إليهم بالدولار فيقتل الخال ابن أخيه .. وسيارات تأتي محملة بالدَعم من هناك وهناك .. وبشرٌ يُغرر بهم ولحمٌ يُمزق ولعبةٌ تُحاك لا يعلم مغزاها إلا الله ……ومن حاك
ووالله ما سمعنا أن الجيش قد تحرك بقصص بطولية ضد القاعدة ..يهمه أن يُدوَن له ذلك إلا بعد أن دافع أهل لودر عن منطقتهم دفاع الأبطال .. فمنعوا القاعدة من التقدم فيها .. ولكن كالعادة لم يعلم عنهم أحدٌ شيئا .. ولو حاولوا لوُجدت ألف لسان تبدل الحقائق
فتحت الشارع يامحافظ … يابطل.. فلماذا إذن القمامات تملأ شوارعنا في كريتر وغيرها .. تجترها عيوننا كل يوم .. وبعد شهر نحرقها .. يسمم دخانها عقولنا فتألفها .. وتنهل قلوبنا منها كل يوم إلى أن تفقد ذاكرتها بأنها قلوب بشرية فتستحيل أحاسيسنا إلى ديدان تشبه فتوحاتكم
يامحافظ عدن …يا ثاير
كم مات وكم تعذب من مرضى الفشل الكلوى وأطفال الحضَانات بسبب خطة انقطاع الكهرباء التي وضعتها تحت ذرائع ومسمياتٍ عدة … لكن ما السبب وراء كل تلك الحرب التي يخوضونها من طرفٍ واحد ؟!! هل ثمة من التجار في الحكومة الجديدة من يستورد المولدات أو الألواح الشمسية أو أجهزة الشحن من الصين أو أن لهم نسبا إذا بيعت بكمياتٍ معقولة .. ألم يخصصوا لكم يا مساكين حصصا من النفط أو الغاز أو الثروات السمكية التي تصدَر بملايين الدولات .. أم أن هناك أسبابا سياسية .. الله وحده يعلم ذلك …… والمستفيدون
ماذا أقول .. أأقول ما قاله أحد الصاقين فيهم .. اللعنة على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت
أأقول بعد أن أفسدوا كل شيء جميل في نفوسنا ما يقوله كبار السن: قطع الله اليد التي أخرجت بريطانيا من الجنوب ..
وإنه لمن الخزي أن تكون ثمة إنجازات للاستعمار يحرص القدامى أن يطرقوا بها على آذاننا كالنظام والقانون ومولدات الكهرباء والبضائع غير المغشوشة والأدوية المجانية والتعليم وكاسات الحليب والفيتامينات التي كانت تُقدم لأطفال المدارس مع وجبات الافطار المجانية .. ماذا سرق الاستعمار سوى أنه استفاد فقط من الميناء .. بينما اليمنيون ذبحوا الكرامة ودجَنوا الرجال ونشروا الغش في المدارس وباعوا الميناء باتفاقات قذرة للإمارات وباعوا الأراضي وخصصوها لعائلاتهم وقدموها للتجار هدايا بسيطة مقابل المصالح واحتجنوا ثروات وطن بأكمله لعائلات ومن يدور في فلك تلك العائلات من أحزاب وتجار وأخيراً ثوار .. ثم ختموها ببيع العباد والبلاد لأيدٍ مجهولة ومصالح غربية …
لكني أقول : حطم الله الأيدي التي سبَبت و اقترفت الوحدة المشؤمة ..
من يطلق سراحي ويخرجني من هذا البلد وينظف عقلي وقلبي من جرعات السموم .. وأما النضال فلن أناضل في شعبٍ كهذا وأما الخيانة فلن أخون وأما الفساد فلم أستطع أن أكون من الفاسدين وأما الصبر فلم أعد أقوى عليه … فماذا أصنع ؟!!!!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, May 21st, 2012 في 20:21

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي