اعتقادي الشخصي إن وجه الشبه ما بينهم “نتيجة” أكثر منه تشابه في “مواقف”. لأن الإسلامجي واليسارجي لهم نفس البنية الفكرية بشكل يكاد يكون متطابق. والتطابق في البنية الفكرية، أو المقدمة بلغة المنطق، هو اللي بيؤدي إلي النتيجة دي، أي المواقف المتشابهة بل المتطابقة دي .. إزاي ؟
(1) إذا كان الإسلامجي بـ يعتنق دين كلي وشمولي، فاليسارجي بـ يعتنق أيدلوجية، كلية أيضاً وشمولية. والحقيقة إن الأيدلوجية بـ تقوم في العصر الحديث مقام الدين في العصور القديمة.
(2) الأيدلوجية، أي أيدلوجية، شأنها شأن الدين بالظبط، فعل إيمان، مش فعل تفكير ولا نقد، ولا حتى فعل معرفة، بل إنها بشكل من الأشكال فعل إلغاء للعقل ورفض للمعرفة بالذات.
(3) اليسارجي، وخصوصاً الماركسي القارئ، دا بإفتراض إن فيه ماركسي مش قارئ، بيتعامل مع الماركسية علي إنها دين! دين بالمعني الحرفي للكلمة .. نبيه: ماركس، وصاحب فتوحاته: لينين، وإذا كان الصحابي قد أخطأ- من وجهة نظر فئة قليلة من أتباع الدين – فذلك كان انحراف عن نهج النبي، وسوء فهم لرسالته، أوخطأ لتآويل نصه وقرآنه. وخطأ الصحابي أو التابعي لا ينتقص من قدر الدين !
(4) وبما إنها دين، وبما أن مؤسسها معصوم لأنه بني، فكل ما صدر عن إتباعها من شنائع وفظائع، لا يعدو أن يكون إنحراف عن المنهج، زيها بالظبط زي تاريخ الصحابة عند الإسلامجية. بكلمات أخري ؛خطأ في التطبيق مش في النظرية، تماماً زي ما الإسلامجية بيقولوا عن تجربة الخلافة مثلاً.
(5) وبما إننا أتكلمنا عن الخلافة، فموقف الإسلامجية من سقوطها، هو هو بالظبط موقف اليسارجية من سقوط أخر معاقل الإشتراكية، موقف لا يقر أبدً بأنه سقوط بفعل الفشل أمام تغيرات العصر الحديثة، الرأسمالية. لأنه ببساطة أنت تقدر تقول كل شئ فشل، إلا الدين، أقصد الأيدلوجية.
(6) للإسلامجية، وبما أنهم أتباع دين، نص مقدس. نص عابر للجغرافيا والتاريخ، صالح لكل زمان ومكان. وكذلك هو الحال مع اليسارجية، اللي بيعتبر معظهم نصوص ماركس، وبيان الحزب الشيوعي نصوص مقدسة، صالحة لكل زمان ومكان.
(7) إذا كان لكل نبي معجزة، ومنها التنبؤ بما يحمله المستقبل، بحسب ما يؤمن الإسلامجية، فإفتراض اليسارجية أن تنظيرات ماركس قبل قرن ونصف تقريباً صالحة لحل مشاكلنا اليوم، دا إفتراض يعني ضمن ما يعنيه قدرة ماركس علي قراءة الغيب.