كان أكثر ما يجثم علي صدور المصريين طيلة حقبة “المخلوع” وتحديدا في السنوات العشر الأخيرة -سيطرة الحزب الوطني المنحل علي كافة مؤسسات الدولة وتغلغله في الجهاز الإداري لها بشكل جعلنا أمام شبكة عنكبوتية من اللصوص تخدم أهدافا بعينها وتصب جميعها في مصلحة الرئيس وعائلته وحاشيته ورجالهم كبيرا وصغيرا.. ووسط نفوذ وجبروت السلطة خرجت أصوات تطالب بالتغيير وكان مصيرها إما أن تصمت بالقوة أو تعتقل أو تدخل في صفقات للوصول إلي صيغة توافقية ناهيك عن أن أغلب الأفواه والأقلام كانت تطبل للنظام كل علي طريقته وكانت المناصب في كافة أجهزة الدولة توزع بحسب الرضا عن الشخص ودرجة قربه من المسئولين.. ولم يكن هناك أي اعتبار للكفاءة أو الخبرة أو أي معيار مهني أو أخلاقي.. ما علينا ثار الشعب في 25 يناير وانقشعت الغمة وتبدلت الأحوال وخرج من في الزنازين إلي سدة الحكم ودخل الجلادين وراء القضبان.. والله وكأنه حلم!! مرت الأيام ونضجت التجربة الديمقراطية المصرية وجاءت لأول مرة في تاريخنا الحديث برئيس منتخب لم يكن يعلم أنه الفائز إلا من وسائل الإعلام لحظة إعلان النتيجة مشهد أشبه بالخيال! رئيس مدني ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها. ورغم أنني سبق وأعلنت في هذا المكان اختلافي مع جماعة الإخوان فكريا وسياسيا -وهذا رأيي- ومازلت إلا أنني احترمت نتيجة الانتخابات وسعدت بالتجربة وسألت الله أن يعين الرئيس الجديد في مهمته الصعبة ولا أخفيكم سرا أنني اندهشت من بعض تصرفات الدكتور مرسي في أيامه الأولي كرئيس منها مثلا أنني لم أر في حياتي رئيسا عربيا يبكي خشوعا وهو يصلي الجمعة وصدقته لأنه ببساطة لا شيء يستدعيه ليمثل علينا وهو رأس الدولة.. ولم أر رئيسا يبدأ أول خطاب رسمي له بالاعتذار الشخصي لطلاب جامعة القاهرة بسبب تأجيل امتحاناتهم لدواعي زيارته وهذه بوادر خير تقول إننا أمام إنسان طيب بالطبع إذا عزلناه بشخصه عن جماعة الإخوان المسلمين أما ما يقلقنا الآن وهو يتشاور ليشكل الحكومة هل سنري أنفسنا أمام شبكة عنكبوتية جديدة من رجالات الإخوان تتداخل في كل مؤسسات الدولة بوصفها الحزب الحاكم الذي جاء منه الرئيس؟ وهل ستتباري الأقلام والأفواه لنفاق الإخوان والتطبيل لهم حقا وباطلا لنجد أنفسنا أمام نسخة أخري من ديكتاتورية الحزب الوطني المنحل؟
أتمني ألا تسقط الدولة في يد تيار بعينه وتظل هناك هيبة وتماسكا لمباديء وطنية وليست حزبية فلدينا الآن جمهورية ثانية يتفاءل بها البعض مثلما تثير قلق ومخاوف البعض الآخر ولدينا رئيس جاء بالصندوق وليس فرعونًا جديدًا. وأصبح عليه وعلي حزبه أن يعطي الأمل للمصريين علي اختلاف انتماءاتهم ودياناتهم فهم في النهاية مصريون يحلمون بدولة مدنية عصرية حضارية تحترم سيادة القانون وتعلي قيمة الديمقراطية.. أما إن ظهر العكس فسنتذكر مقولة “لا أمان للإخوان” والتاريخ لن ينصف سوي من كان في صف الناس ومصر عريقة لن يغير هويتها حزب أو جماعة.
حسام فاروق
اخر احداث
آدي الرئيس عاد من تاني
اضيف بتاريخ: Tuesday, July 10th, 2012 في 11:55
أولا كل عام وانتم بخير ولنمضي بفكر جديد ورؤيا واضحه وننقد نقد بناء ذات مصالح عامه بعيد عن احقاد دفينه ونتقي الله في شهاده وقول حق .. وان ما جعل الزنــد التطاول احساسه انه في عرس وان لا حساب ولا عناب حتى الليله تمر بسلام ولكن هيهات كل ما قاله سيحاسب عنه لا جدال وكذلك (( حكشه )) أي عكاشه مقبل ايادي مشعوذ ولابد وان نعرف كل شيء له نهايه وانه مضى زمان معلش المره دي ولن يفلت من العقاب من لبس زي عسكري أو من تهندم في بلده واستعرض امام حسناوات ونقول سجل يا تأريخ واعرف يااااااااااااا وهل سيأتي اليوم لنعطيه فرصه كي يستطيع ان يعمل دون تعطيل انه يقود 90 مليون نفس .. وليختار من يختار فهو أصبح رئيسنا والمسئول عن كل قراراته فلنحترمه جميعا وكفي استنتاجات وتخمينات وشكوك . ندعوا الله ان يوفقه لما فيه الخير للبلاد والعباد ………وللحديث بقيـــه
أتمنى أن تكون الحكومة القادمة حكومة قوية لاتخشى فى الله لومة لائم
اجد صدقا في كلامك وشكرا لما ذكرته وانااري انه يجب علي الرئيس ان يختار اناس يفهونه ليتجاوبون معه ولينجزواما نوي ان يفعله ويحققوا مشروع النهضه حتي ولو استدعي الامر ان يختار اناس من حزب الحريه والعداله ليحققوا تقدما كما حدث في حزب الوفد اما اذا اختار الرئيس افراد وكل فرد من حزب مختلف ستختلف الاراءوتكثر الخلافات ولن يتحقق التقدم فنحن لانريد حكومه شكليه فقط لنرضي الشعب في البدايه ثم في النهايه لانرضي بالنتائج ونتهم الرئيس بالضعف والتقصير (حفظ الله مصر ورئيسهامن كل سوء)