ن يستطيع أن يفسر لنا المشهد السياسي الراهن بعيداً عن التفتيش في النوايا.. حتي المجلس العسكري نفسه دخل الدائرة وأصبحوا يفتشون في نواياها.. فرغم كل التأكيدات علي أنه سيترك السلطة السياسية في 30 يونيه إلا أن البعض مازال يشكك.
لم تعد كثير من الأمور في بلادنا واضحة بما يكفي لفهم ما يجري.. فكل تصريح له ما يناقضه.. وكل حدث له أكثر من تفسير.. وفي كل الأحوال يضيق الطريق ولم نعد نلمح في نهايته ذلك الأمل الذي كنا نحلم به.
كأن هناك مخططاً لنكره كل ما تحقق خلال الشهور التي انقضت من عمر الثورة.. هناك حركة تشكيك واسعة في الشخصيات والأعمال والقوانين والإجراءات.. ولهذا يبدو المشهد وكأن البلد تعود إلي الخلف.
أليس من العبث المضحك ما نراه الآن عبر وسائل الإعلام المصرية والعربية؟؟.. عبث يجعل الأسئلة بلا إجابات والكلمات بلا معني.. وبكل أسف فإن الجميع يشارك بشكل أو آخر في هذا الذي يحدث. ويصيب الشعب بالحيرة والقلق وأحياناً القرف.. قولوا لنا في أي دولة متحضرة يحدث أن يعلن رئيس مجلس الشعب وهو أعلي سلطة في الدولة بعد الرئيس.. وفي ظروف مصر الآن يكتسب أهمية أكبر لأنه منتخب من الشعب بعد ثورة لم يحدث مثيل لها في التاريخ.. يعلن بأسف شديد أن رئيس الحكومة يهدده بحل المجلس.. وبعدها يخرج رئيس الحكومة لينفي ذلك فتركز وسائل الإعلام علي أن الدكتور سعد الكتاتني أكد أن هذا حدث في وجود شخصيات مهمة.. ولا نجد من يؤكد أو ينفي.. ثم بعد يوم آخر يعلن د.الكتاتني أن المجلس العسكري أبلغه أن هناك تعديلاً سيحدث خلال 48 ساعة فتخرج علينا هذه المرة د.فايزة أبوالنجا لتنفي حديث التعديل وتؤكد أن الجنزوري باق كرئيس وزارة وكأنها تتحدي.. كيف يفهم المصري البسيط هذا الذي يحدث.. وليس مهماً ما انتهي إليه الأمر إذ أن كل هذا يضعنا أمام موقف غريب.. فمجلس الشعب الذي يمثل ملايين المصريين باعتبارهم الذين انتخبوا أعضاءه يجب أن يأخذ فرصته كاملة كي يخدم الشعب.. والذي يفهمه الناس أن ما يقوله يجب أن ينفذ.. لكن أن تصل الأمور إلي هذا التحدي الذي وصل إلي درجة أن وزراء الحكومة لم يحضروا الجلسة التي سبقت إعلان رفع جلسات مجلس الشعب إلي يوم السادس من مايو فهذا ليس له إلا تفسير واحد يقول للناس إن مجلس الشعب لا وزن له.. وهو الذي يعتبر واحداً من أهم إنجازات ثورة 25 يناير.. هو أيضاً يعني أن القادم أسوأ لأن مجلس الشوري سيحدث فيه ذلك.. نحن إذن أمام تطور مهم يقول لنا إن الثورة المضادة تتقدم.
لست من أنصار نظرية المؤامرة.. ولكن الشواهد والأحداث تشير بكل أسف إلي أن الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن.
إن احترام مجلس الشعب هو احترام للشعب.. وأولي خطوات الديمقراطية الحرص علي هذا الاحترام.
محمد الشرقاوي
اخر احداث
عبث يدفع ثمنه الشعب
اضيف بتاريخ: Thursday, May 3rd, 2012 في 01:50
كلمات جريدة احداث: احداث, احداصث, مجلس الشعب, مصر