شباب مصرالثوار يتحملون أكثر مما يتحمل كوبرى أكتوبر الساعة اتنين الضهر
ويوما بعد يوم ونحن نتحمل وجع مرارة المستقبل لهؤلاء الشباب
وكلما أرادنا أن “نتفرقع” من الخنقة والغيظ
نضحك على أنفسنا بأن الخير آت وأن الفكر الجديد سوف يكون طريقنا للعبور للمستقبل
وأن الليبرالية المتفشية هى الوسيلة السرمدية لمواجهة الراديكالية والشيوعية والماركسية والبمبوطية
وحينما نهدأ قليلا.. يأتينا ما يثير شهيتنا مرة أخرى للانفجار
بداية مدارس التعليم الحكومى حيث لا صوت يعلو على صوت الدروس الخصوصية وعلى ضرب العيال الغلابة بالعصايا اللى هى..
وأتذكر كيف كان المدرس يحمل الطالب من شعره عاليا..
وكيف كان يكسر أصابعه لمجرد أنه اتكلم فى الفصل!!
تتعلم فى مدرسة الغش على أصوله الإبتدائية..
مدرسة هتيجى الدرس ولاّ تسقط فى الإعدادية.. وتنتقل الى
مدرسة احفظ عشان محدش فاهم حاجة.. الثانوية..وتصعد الى
فترى نفسها دخله الجامعه ويعلو شعار تتخرج ليه من الكليه ماهى زيها زى غيرها
كدا قاعده وكدا قاعده فاخليك قاعد وسط الشله الحلو ديا
فلأ تكتشف بعد تخرجها أنها قضيت احدى عشر عاما من الوهم التعليمى وذلك بعد أن يكتشف الشاب أنه نسى جدول الضرب لأنه كان مقررا عليه فى الابتدائية فقط
يتخرج من الجامعة وهو يحمل فى خياله أحلام العظماء..
وكيف انه سأيغير وجه التاريخ وسيكون أفضل قائدة للبشرية
وحينما يستيقظ من خياله على صوت رمى زهر الطاولة على القهوة التى يجلس عليها هو وجيله وعشرة أجيال أخرى قبله ولما بيلاقى شغل يدوب مرتبه يكفى مواصلاته بالعافيه وخروجه مع اصحابه يتمشى فيها بس على الكورنيش وياكول ذره وترمس
وللاسف الشديد لا تكريم لأوائل الطلبه الذين يحصلون على مرتبة الشرف
لاتهتم الحكومه بهؤلاء الطلبه سوى شهادة تقدير بحفله عقيمه يدفع ثمانها الطالب
فيعرف أن كلام الحكومة مدهون بزبدة
يطلع عليه الشعب يسيح
وعندما يعاصر طوابير العيش..وطوابير التأمينات.. وطوابير المعاشات.. وطوابير الحديد.. وطوابير بوابات معرض الكتاب أثناء التفتيش الذاتى للأمن
عندما يمرض ويدخل مستشفى يرئ الاهمال.. ويرئ أكثر من مريض يرقد على الأرض فى مستشفى الطوارئ لأنه بلا سرير..
وعندما يصتدم بالاسعار.. يعينى نفوخه بيولع نار
ولما شاف وعاصر أجدع حكومة جت فيكى يامصر..
حكومة أغفلت الشعب ومصالحه تماما.. حكومة لا تؤمن بالمثل القائل
الشعب الأبيض ينفع فى اليوم الاسود
باعتبار انها المفروض تكرمنا يعنى جايز تحتاجنا في يوم من الأيام
او المثل اللى بيقول اطعم الفم تستحى العين.. وإنما تؤمن بأغنية محمد حماقىياانا.. ياانت
ويأتى عليه اليوم الذى يرئ مصر تتصدر أخبار القنوات الفضائية ليس من أجل اختراع جديد اكتشفته ولا نصر حققته.. وإنما من أجل مصيبة ويرئ لأول مرة كلمة الشهداء تقترن بشعب آخر غير الشعب الفلسطينى..
فهناك ألف شهيد فى العبارة ومثلهم فى القطارات وأقل قليلا فى قصر الثقافة ومثلهم فى مطروح ومثلهم فى طريق الصعيد..
ولاول مره يعرف فيه الشباب تسعيرة البنى آدم المصرى حيث وصلت تسعيرته بفضل حكومتنا الموفرة المدبرة إلى خمسة آلاف جنيه للقتيل وثلاثة آلاف للجريح.. وده أعلى سعر والله.. ولو مش عاجبك اسأل برة وتعالى
كل هذا يتحمله الشباب ويعينى صابر وساكت وراضى ..
فأظن أن هذا أبسط حقوق الشباب فى هذا المجتمع عندما يثور ويطالب بحقه
المهندس / حازم البلتاجى