– هل درجة غضبك لما بتشوف مستوطن اسرائيلي بيدبح فلسطيني بالسكينة، متساوية مع درجة غضبك لما بتشوف مجاهد داعشي يذبح مجموعة من الأجانب على الطريق السريع بالعراق؟ أنهي خبر فيهم بيتحفر في ذاكرتك وبتطالب بالانتقام من فاعليه؟
– هل درجة تعاطفك لما بتشوف فيديوهات أمهات وأطفال الضباط اللي اتقتلوا وهما في مهمة قتالية في سيناء للحرب على الإرهاب زي درجة تعاطفك لما شفت صور الأمهات والأطفال وهما بيبكوا عشان أهاليهم اتقتلوا في رابعة؟
– مين ذرفت دموعك على فراقه: طفل غزاوي اتقتل نتيجة قذيفة نزلت على بيته، ولا طفل إسرائيلي اتقتل في تفجير لحافلة مدنية في واحد من شوارع تل أبيب.
– قارن بين موقفك من السيسي بعد فض الداخلية لرابعة وقتلهم مئات (أو آلاف) المصريين، وبين موقفك من مرسي بعد قتل الداخلية لعشرات المدنيين في بورسعيد.
– هل استنكرت بنفس درجة الحدة والغضب اللي عمله نظام البشير في دارفور وأهلها زي ما بتستنكر الجرائم اللي ارتكبها الصرب في البوسنة؟
– هل مقتل شخص مش مؤمن بدينك على إيد ناس متطرفة من دينك، بيحرك نفس المشاعر عندك اللي بتحصل لما بيتقتل شخص مؤمن بدينك على إيد ناس متطرفة من دين آخر؟ زعلت على مروة الشربيني؟ طيب هل تعرف واحد اسمه فيتوريو أريغوني؟ طب لما قريت قصته دلوقتي اتعاطفت معاه وزعلت عليه؟
يا عزيزي، بطل تشتغل نفسك، إنت عمليا في أغلب الأحوال مش متعاطف مع الضحية، إنت حانق على الجاني عشان أهدافه النهائية مش متوافقة مع أهدافك وبيبقى من مصلحتك إنك تثبت (لنفسك قبل أي حد تاني) وجهة النظر بتاعة إن الجاني ده وحشي ومجرم وشيطان رجيم. لكن لو أهداف القاتل اتفقت مع أهدافك هتلاقي نفسك بتدور على أي تبرير يريح أعصابك، أو بتعمل نفسك من بنها.