فيه عرف فى سكك حديد مصر إن القطار يهدى فى مناطق معينة فى السكة, ينزل بعض الركاب, ممكن ما يكونش فى محطة, بس بتبص من الشباك أو الباب, تلاقى القطار أبطأ سرعته للغاية وناس بتدلدل رجلها وتنزل .. الموضوع ده ابتدى كمجاملات لبعض معارف السائق أو حتى بعض الركاب الذين يستخدمون القطارات بشكل دورى, حتى تعارفوا على السائق, ثم أًصبح الأمر تهديدات, بأن السائق إذ لم يهدى فى مكان معين, يجذب هؤلاء الركاب فرامل الخطر, ويعطلون القطار ويتسربون من القطار, ويستغرق بعدها القطار وقتا من 10 دقائق وقد يصل لساعة إلا الربع حتى يعود للعمل مرة أخرى, وسط عطلة الركاب وسبابهم ..
انهارده مثلا فى حادث لن يأتى به محمود سعد ولا يسرى فودة, قطار الإسكندرية المنصورة “محافظات” أى أنه قطار إكسبريس لا يتوقف بالمراكز وإنما فقط بعواصم المحافظات, ركبه شباب ورجال كفر الدوار ومدينة أبو حمص التى لن يقف بهما القطار, وهو قطار به عربتين مكيفتين, والباقى عربات مميزة, كانت فى إطار خطط تطوير السكة لحديد, وهى عربات نظيفة أفسدها المصريون فى أقل من عام بعد تشغيلها ..
خرج القطار وبدأ ركاب كفر الدوار وأبو حمص فى الدخول لمداخل العربات المكيفة, ورفضوا دفع قيمة التذكرة, بحجة أنهم خارج العربة, ويقفون بين العربات يدخنون, بما يجعل المكان أقرب لرائحة الحمامات, وكذلك رفضوا التوجه للعربات المميزة الرخيصة, وبلطجوا على الكمسارى .. القطار من المفترض أنه لن يقف كفر الدوار ولا أبو حمص, ويقف فى محطة دمنهور كأولى محطاته, خاطبوا السائق قبل تحرك القطارأن يغير خط سير القطار ويقف بكفر الدوار فرفض, وأصروا على الركوب استنادا لبلطجتهم, وبدأوا فى التشاجر مع الكمسارى, وحينما تجاوز القطار كفر الدوار دون أن يقف, مما يعنى فوات محطتهم وأنهم سيضطرون لاستكمال الرحلة لدمنهور أول محطة وقوف,نادوا بعضهم بشد فرامل الأمان بين العربات, والواضح أن الأمر معتاد ومعروف, فقد حدث الأمر بشكل منهجى مكرر, بحسب ما اتضح فيما بعد ..
تشد فرامل الطوارئ فى عدة عربات من قبل الركاب, يقف القطار فى منطقة معزولة بين الزراعات, ينزل هؤلاء الغاضبون من القطار فى توقيت واحد كالجراد ودون أى تخطيط يمسكون ببازلت السكك الحديد, ويبدأون فى رشق القطار والسائق وكل من يقابلهم بالبازلت, فخربوا عربة اللودر وعربة الديزل وحاولوا قتل السائق بالمطاوى غير الحجارة, لولا إحكامه لغلق غرفة اللودر عليه, ثم رشقوا العربتين المكيفتين , وهذه الصيحة سمعتها بنفسى منهم, “حق الله نكسر لهم دين أم المُكيف”
الركاب كانوا على علم ورددوا عبارة: هينزلوا يضربوا السواق! كأمر معتاد لا غرابة فيه ..
المشهد كالتالى دون أدنى مبالغة:
قطار متوقف فى أرض زراعية بين محطتين, لا يدرى به أحد, أعداد بالعشرات من أعمار متباينة من الصبية وحتى الكهول تجرى بكل اتجاه, والقطار محاصر منهم, يقذفون السائق بالبازلت الحاد الثقيل, ويحاولون جذب الكمسارية, سباب للجميع, رشق العربات المكيفة باعتبار أن من بها يملكون المال, مع العلم أن قيمة تذكرتها أقل من علبة سجائر رخيصة فى جيب أحدهم, ناهيك عن المخدرات ..
استحلال للركاب لحياتهم, لولا ثقل الزجاج, لاخترقت إحدى القطع البازلتية رأس رضيع نشنها أحدهم عليها من الخارج, ربما ساهم فى استفزازه كون أمه مسيحية غير محجبة .. مع الوضع فى الاعتبار أن من جهات أخرى كان الضرب عشوائى, إشاعات قتل السائق نتيجة كثافة القذف على عربة اللودر الخاصة به, أصوات تنادى بالدخول وغلق الأبواب كى لا تطالنا الحجارة, وليتحمل السائق الأمر وحده ..
مشهد أقرب لكلاب جائعة تحاصرك وتستحلك فى لحظات دون سبب تدريه ..
هناك من انهار من السيدات, ولا تزيد فى هيئتها عن أحدهم شيئا سوى فى أسلوب الكلام الهادئ .. عجائز تذكرن الله ولا تفهمن شئيا تقريبا, فعمرها لا يسمح لها بفهم الأمر وتفسيره ..
الخسارة المادية أعتقد تقدر ببضعة ملايين, عربة الديزل , تخريب التكييف, قطع فرامل الهواء بالمطاوى, اللودر زجاجه وكشافاته الضخمة وزجاجه تكسر, بعض زجاج المكيف حدثت به شروخ ولولا قوته لقتل من بداخل القطار فعليا, عطلة ورعب وتوقف لمدة ساعتين, سائق ومجموعة القيادة نالتهم إصابات, وأحدهم ضرب نفسه بالحذاء حينما استفزه راكب: كيف سيذهب لبيتهم ونحن فى طريق مقطوع, وقوف كل ربع ساعة نظرا لأنه يسير دون فرامل, أملا فى ونش يأتى للنجدة .. تعطل ركاب القطارات التالية على نفس الخط, بالإضافة لهذا القطار ..
ما أنقذ السائق من الموت, وكانوا يحاولون مد أيديهم بالمطاوى من بعض فتحات الزجاج التى أحدثوها, هو بعض الخفراء فى كشك تابع للسكة الحديد, ظنوا أن بالقطار عطل فلما اقتربوا وشاهدوا الموقف, أطلقوا خرطوش فى الهواء, فهرب ركاب كفر الدوار, وعاد ركاب أبو حمص, واندسوا وسط الركاب مرة أخرى, حالة هرج ومرج, واستكمل القطار رحلته متأخرا ساعتين أغلب الوقت فى مناطق زراعية بلا حياة فيها وسط ظلام تام بسبب خراب عربة الديزل ..
وصول القطار المتلصم متأخرا ساعتين, وهروب كل المجرمين ..الغلابة ملح الأرض ركاب السبنسة ..
فقط لو مات كلب منهم أو قبض عليه, لانفجر الإعلام دفاعا عنه ..