ينتشر بشكل عفوي دلوقتي تلميحات وتصريحات زي “الأخوان ماينفعهنش غير محارق هتلر”، ك فولو أپ ل “افرم يا سيسي”. وأنا بطبعي شخص لا يحمل أي مبادىء وماعنديش مشكلة أخلاقية مع أي شىء على سطح هذه الأرض والكواكب المجاورة. بس دايماً الفيصل في تفضيلاتي بيكون، اللي هيعمل عملة راديكالية كدا هيعرف يحاسب ع المشاريب ولا لأ. و من خبرة بني الإنسان، أن أي اختيار يسعى نحو التطهير أو التحكم أو أي مخالفة لقوانين الطبيعة (١. العشوائية، ٢. القوة) دايماً بيخيّش.
هنتخطى نقطة أن الكلام اللي بيتقال دا منتهى الإهانة لهتلر والفاشية، وأنك تفتكر أن اللي فشل فيه هتلر بجلالة قدره، هتعرف تعمله بلدك أم شخة (مش بعيد العساكر اللي يبنوا المحرقة يخلوا الفوهة باصة برة مش جوة تقوم تحرقهم هم مش المساجين). لكن ما علينا…
مرة واحد من الناجين من المحارق، عنده سبعمية سنة تقريباً، استضافوه في التلفزيون، و سألوه إيه أكتر حاجة اتعلمها أو أثرت فيه من اللي شافه قبل ما يهرب، ما قالش الظلم ولا الفساد ولا الأذى النفسي من التعذيب. قال (بدموع كثيرة مكتومة و عزة نفس): “تعلمت أن الإنسان قادر على فعل المستحيل” وقال “I learned that the unthinkable could actually happen, both in a good and a bad way”.
و أنت بتفكر في حل للمشكلة حتى على المستوى الشخصي، خليك عارف أن أي اختيار فيه “تطهير” و “تنقية” هيفشل. لازم يكون الحل متسق مع قوانين الطبيعة و ما تعرفه عن عادات الإنسان.
أنا شخصياً مش شايفة أي إرهاب أو تهديد في ٥٠٠ بومبة وانفجار. الخوف الحقيقي هو في حاجات زي محاضرات الشعراوي وأغاني حمزة نمرة، عشان هي اللي بتتعامل مع الفكر واللاوعي. جماعة بيت المقدس لم تفعل إلا أنها قامت بتنفيذ منهج بتذاكروه كل أسبوع في خطبة الجمعة، هم أحسن منكم: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، مش قاعدين مفخدين زيكم.
نهايته: حلول هتلر مش بتنفع، كان غيركم أشطر. لو أنتو مش قد الحل الحقيقي، بطلوا ولولة وشتيمة في الأخوان، على الأقل هم بيشتغلوا مش قاعدين عالة على البشرية زي ناس تانية.