بعيدا عن الاستخدامات الهلامية والمطاطة لكلمة: “الإرهاب” ..
لو حبيت أعلق على تفجيرات الجماعات الجهادية هايبقى تعليقي: ملعون الجهاد الإسلامي المعاصر لاستعادة شكل سلطة دولة المسلمين التاريخية تحت عناوين “الخلافة” أو “الشريعة” أو “المشروع الإسلامي”، وملعون كل جهد عنيف أو سلمي في الاتجاه دا. وملعون كل صلة بين الجهاد دا وبين النضال “الديمقراطي” لتيارات السلطوية الإسلامية “السلمية”.
بس ليه دا ما بيتقالش؟ وبيتقال “الإرهاب” و”التطرف”؟
لأن مثقفي الدولة المصرية وبطريرك الأزهر والمفتي الأموي على جمعة و”عبيد المنتصر” من التيارات السلفية محتفظين بقاسم مشترك مع “الإرهابيين” وهو إن السلطة الحالية هي “الحاكم الشرعي” و”ولي الأمر الشرعي” و”الخروج عليه فتنة”، زي ما بيرددوا.
هي دي مش جمهورية ديمقراطية زي ما هو مكتوب في الدستور؟
لأ مش صحيح عمليا، لسه فيها ملامح كتير من “دولة المسلمين” والدليل أهو: مشايخ بتحبهم السلطة بيطلعوا يتكلموا عن “ولي الأمر المسلم الشرعي” وهم بيناقشوا حاجات تخص رئيس الجمهورية.
لكن إيه الفرق بين دول وبين الإرهابيين؟
الخلاف بينهم، إن فيه طرف بيتبنى سياسة “متساهلة” نسبيا مع المعايير التاريخية ل “دولة المسلمين” والحاكم المسلم وولي الأمر، وإنهم ملتزمين بفكرة حق الدولة في “احتكار العنف”، أو الانحياز للكسبان دلوقتي، وعنفه يبقى شرعي وطبيعي وقتله للناس دا ارتكاب لضرورة لتحقيق الاستقرار لأنه “الحاكم الشرعي” وأي عنف مضاد له هو “إرهاب” ومرتكبيه يستحقوا القتل، لأنهم “خوارج” على ولي الأمر.
ولذلك في مقابل “متساهلين” في السلطة، يتقال على الطرف التاني: متطرفين.
وفي مقابل “دولتيين” يتقال على الطرف التاني: إرهاب.
الخطاب دا اللي بيتكلم عن “تطرف” و”إرهاب” هو خطاب متواطيء مع فكرة السلطوية الإسلامية في معناها الأوسع.
وما يقدرش يقول بوضوح: ملعون الجهاد الإسلامي المعاصر من أجل “دولة المسلمين” و”مجد المسلمين”. لأن السلطة الحالية بتحب تقف على نفس الأرض دي أحيانا أو بتوقّف فيه حلفاء ليها، ويروح علي جمعة وعمرو خالد يقولوا لجنود الجيش والشرطة إنهم هم المجاهدين وهم اللي “على الحق المبين” مش التانيين.
علشان كدا خطاب المعركة مش لازم يدين المشروع كله ( فكرة السلطوية الإسلامية) ، لأ بس يدين “التطرف” في الرغبة فيه، واستخدام عنف خارج الدولة “جهاد مغلوط /إرهاب” مش السيطرة على الدولة واستخدام عنفها ” عنف شرعي/جهاد صحيح” ، ولذلك يدين “الإرهاب”.
لكن مرة تانية، اللي عاوز ينتهي من موضوع “دولة المسلمين” وبيفكر في “دولة ديمقراطية” لكل ناسها، ممكن يفكر أنه يقول: ملعون الجهاد الإسلامي المعاصر لاستعادة شكل سلطة دولة المسلمين التاريخية تحت عناوين “الخلافة” أو “الشريعة” أو “المشروع الإسلامي” أو الحفاظ على بعض ملامحها بشكل مخفف ومتساهل تحت اسم “هوية الدولة”، وملعون كل جهد عنيف أو سلمي في الاتجاه دا. من خارج الدولة أو من داخلها، وملعون كل صلة بين الجهاد دا وبين النضال “الصندوقراطي” لتيارات السلطوية الإسلامية “السلمية” أو الحفاظ على هوية الدولة برعاية موظفي الأزهر وبالتحالف مع السلفيين.