الفارق ما بين الإنسان السوي صاحب العقل السليم، وبين الإنسان المريض صاحب العقل المعلول أو المغيب، إن الأول لما بـ يقع في شرك كذبة أو حتي يروج لها عن غير قصد ثم يكتشف الحقيقة سرعان ما يتراجع ..
أما الثاني فلا .. الثاني بـ يبقي من المستحيل إقناعه أنه كان ضحية كذبة، ولا يمل من التصديق، ولا يكل من الترويج لهذه الكذبة. لأنه ببساطة؛ رأيه من كرامته، فإذا قلت له لقد كنت مخطئ في تقديرك، أو كنت ضحية كذبة، نزل عليه قولك كطعنة خنجر مسموم في أحشاءه.
وأكبر كذبة في العصر الحديث بعد كذبة ” قواتنا تتوغل داخل إسرائيل” وقت هزيمة 67 هي كذبة ” ثورتنا كانت سلمية “.
الكذبة دي لازال يروج لها نوعين فقط لا غير من الكائنات الحية أو شبه الحية
النوع الأول: هو الإخوانجي الإرهابي أو اللي مش إرهابي بس بيحترم الإخوانجية.
والنوع التاني: هو اللي لسه بيقول النكبة مستمرة، قصدي الثورة مستمرة، ويسقط حكم العسكر، أو اللي لسه مصدق الكائن التويتري التافه اللي بيمارس المعارضة بـ 140 حرف كل دورة شهرية، والإتنين شبه بعض تماماً، عشان كده انا حاططهم في نوع واحد حي أو شبه حي.
والترويج للكذبة دي من شأنه أن ينفي أن ما يحدث الآن صورة طبق الأصل من ما حدث في يناير، فقط تغير طفيف طرأ علي الآلية، فالإقتحام – اللي أصبح مستحيل – أضحي تفجير عن بعد .. !!
النوع الأول هتلاقيه فرحان باللي بيحصل وربما شمتان، لأن جماعته وأزلامها هي المنفذة ..
والنوع التاني هتلاقيه بيقولك مش قولت لكم ؟ مش العجل المعبود قالكم قبل كده ؟
ومطلوب من سعادتك إنك تصدق هرطقات هذا الكائن شبه الحي، الكائن الثاني، وتقتنع إن الإرهاب رد فعل، وإلا تبقي فلول ومش ثوري أو عبد بيادة. لا يا روح امك، الإرهاب مش رد فعل، الإرهاب عقيدة لها جذورها ولها تاريخها الطويل، ولها قائمة لا متناهية من الضحايا.
وأوعي تتخيل إن حد هيصدقك وإنت بتمثل دور الحزين وبـ تنتقد آداء الداخلية وتقصيرها – المزعوم – اللي تسبب في إزهاق أرواح.
كل الحكاية أنك مستكبر تقول إنك كنت حاطط إيدك في أيد شوية إرهابين، وإن كل ما فعلته كان بيصب في صالح الإرهابيين وضد الدولة، وطريقك السهل لإثبات ده إنك تنكر الإرهاب من أساسه، حتي لو بطريقة غير مباشرة.
وإمعاناً في تسفيهك وإظهار حماقتك، عايز أقولك إن موقفك دا نتيجته الوحيدة هو تعضيد وجود الدولة الأمنية العسكرية، بل وشرعنة كل إجراءتها بما فيها القمعية، ولو بتقرا تاريخ، تاريخ قريب مش بعيد، كنت عرفت إن مواجهة إرهاب نفس الجماعة في التسعينات تمخض عن ولادة أقوي دولة أمنية في تاريخ مصر، بس الدولة دي شكلها هتبقي حمادة، واللي جي حمادة تاني خالص !!