كان في تقليد عثماني طريف استنه السلطان العثماني (محمد الثاني) فاتح القسطنطينية و البطل الشهير في كتب التاريخ الإسلامي، يتمثل في قتل الخليفة العثماني لإخوانه بمجرد إعتلاء العرش منعا لنشوب الحروب الأهلية و الاضطرابات السياسية بين الأشقاء و ضمان استقرار الإمبراطورية، و وصل به الحال أنه استخرج فتوى شرعية بذلك بعد أن قتل أخيه الرضيع.
طبعا الكلام ده مبيتذكرش في كتب التاريخ الإسلامي اللي بتتكلم على عظمة الإمبراطورية العثمانية التي سادت العالم الإسلامي من العراق إلى المغرب، و أذلت الصفويين الشيعة و الصليبيين النصارى و وصلت إلى أبواب (فيينا) في وقت من الأوقات و كادت أن تحول (أوروبا) كلها من المسيحية إلى الإسلام، و لو اتذكر بيتم تبريره بأن الضرورات السياسية تبيح المحظورات الأخلاقية.
رغم أن ده فيما بعد تحول لأحد أهم أسباب ضعف السلطنة العثمانية و تخلفها عن منافسيها في (أوروبا).
دلوقتي لما تيجي تفكر في انتفاضة 25 يناير 2011 و اللي كان هدفها الرئيسي إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المصرية لتتحول من ذراع استبداد النظام السياسي الحاكم بالسلطة و المجتمع إلى الاهتمام بوظيفتها الرئيسية ألا وهي الأمن الجنائي، قبل أن تتحول إلى مطالب أكبر و هي إسقاط النظام السياسي بالكامل في يوم 28.
تلاقي أنه بعد 3 سنين، مفيش أي قوة عاقلة في الدولة دي اتعلمت حاجة من اللي حصل و مكملين بنفس الغباء.
الإخوان مثلا لما وصلوا الحكم، كان كل مشروعهم استخدام أدوات القمع ممثلة في الأجهزة الأمنية لإخضاع المجتمع و تحقيق مشروع التمكين لأنفسهم.
و لما وصلت نخب جديدة للحكم بعد 3 يوليو، رجعت تراهن تاني على نفس الخيار الوهمي اللي يمكن تلخيصه في عقيدتي “المنتصر يأخذ كل شىء” و “الألفية السعيدة التي سنحكم فيها العالم في سلم و أمان بعد أن ينزل المهدي المنتظر او المسيح ليسحق أعدائنا”.
رغم أن ده مستحيل يحصل لأسباب كتير، و مش هيعمل حاجة غير تأكيد فكرة أن اللي يركب مينفعش يوصل لحلول وسط و لازم يفشخ كل خصومه سعيا للانفراد بالسلطة على طريقة الخلفاء العثمانيين، و ده هيبقى محرك كل الاضطرابات السياسية و الاجتماعية في (مصر) السنين القادمة، لأن الاعتراف بالهزيمة مبقاش خيار إلا للمنتحرين، و ليه أموت لوحدي لو ممكن أهد المعبد عليا و على أعدائي.