عدد المشاركين في استفتاء مارس 2011 كان 18.5 مليون، و في الانتخابات البرلمانية 2011 كان 29.3 مليون، و في الانتخابات الرئاسية 2012 كان 26.4 مليون، و في استفتاء ديسمبر 2012 كان 16.3 مليون، بينما في استفتاء يناير 2014 حوالي 20 مليون.
لو عرفنا أن عدد الناخبين المسجلين حاليا 52.7 مليون، فبكده ممكن نتعرف على شوية مؤشرات مبدئية:
1- المزاج المتقلب الحاد خلى ملايين المصريين يصوتوا للإخوان في انتخابات البرلمان و الرئاسة لينقلبوا بعنف ضدهم بعد سنة حكمهم، و ده عموما صفة ملازمة لكل الاضطرابات السياسية و الاجتماعية الكبرى.
لأن المشاكل أكثر تعقيدا و تجذرا بمراحل من أن يتم حلها بصناديق الانتخابات التي يحشد لها الجماهير بخطاب ديني أو وطني دون مشروع سياسي حقيقي، و طالما لا يوجد حل، فالأزمة مستمرة ولو على جثة 100 استحقاق انتخابي.
2- قطاع واسع من المصريين ما يزال عازف عن المشاركة في الحياة السياسية رغم كل حيوية و فوران الفترة الماضية الغير تقليدية مقارنة بدول كثيرة تتعدي نسبة المشاركة فيها في الأحوال التقليدية ال70% زي أندونيسيا و البرازيل و الأرجنتين، و رغم كل دعاوى الحشد و الحشد المضاد على أساس خطاب ديني و قومي و ثوري…الخ.
يعني بعد كل هذه حملة البروباجندا التي جندت لها كل أجهزة الدولة و وسائل الإعلام …الخ و التي لا أعرف لها مثيلا إلا في الدول الشمولية من أجل المشاركة بنعم في الاستفتاء و قمع الداعين إلى التصويت بلا في إحدى أغبى الحركات الممكنة، النسبة لم تتعدي ال39% مقارنة ب62% في الانتخابات البرلمانية، و ده غالبا لأن جزء كبير من المصريين بيهتم بأكل عيشه اللي هيوفرله نائب دائرته أكتر من كل الصراعات الأيديولوجية في الدساتير.
3- الأطراف اللي قررت المقاطعة بمحض إرادتها لا تمثل كتلة عددية كبيرة بالنسبة للمجموع الكلي، يعني لربما 6 مليون، 5 مليون كتلة تصويتية للإخوان و ما يسمى بالمشروع الإسلامي (لو افترضنا أنها ثابتة لم تنقص عن الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة 2012) ، و مليون من شريحة معينة من الشباب الجامعي (18-35) ممن يظلون مخلصين لأحلام 25 يناير 2011.
لكن الشريحة الأخيرة خطورة عدم مشاركتها من عدمه هيبان في الأشهر القادمة، لأن لاحظ أن اللي نزلوا الشارع علشان يطيحوا ب(مبارك) من السلطة و صنعوا جمعة الغضب 28 يناير 2011 لم يزيدوا عن 5 مليون في الجمهورية كلها في أقصى المبالغات، فالأقليات تتصارع و الجماهير تصفق للمنتصر.