عندما عدت للوطن24 يناير1968 بعد غياب دام منذ 14مايو قضيته في رحلةعذاب بين سيناء و اسرائيل لفت نظرى منذ الوهلة الاولي أن أطوال جيبات الانسات و السيدات قد قصرت وأن المصريات يرتدين الميني و الميكرو جيب مثل بنات اسرائيل واوروبا .
في بداية السبعينيات كنت رئيس العمل في ادارة مشروعات لشركة من شركات المقاولات الكبرى وكان يتعاون معي 22 شابة ما بين مهندسات وخريجات اقتصاد او تجارة .. وكن جميعهن سافرات ويرتدين ملابس عصرية متوافقة مع الموضة العالمية في ذلك الزمن ويعتبرن زيهن ومظهرهن عمل شخصي بحت لا يمكن مناقشتة .
في يوم اسر لي رئيسي (حسن بك صدقي ) أن رئيسه ( محي الدين عبدالله بك ) غير راض عن طول جيبات (سلوى و سوسن ) .. وطلب مني مناقشتهما فرجوته ان يكلمهما بنفسه .
في اليوم التالي جاء الفراش يطلب الانسة سلوى لمقابلة محي بك ثم طلب الاستاذة سوسن عندما عادت سلوى كانت ترغي وتزبد و تقص علي زميلاتها ان الرجل قد فقد عقله ثم لم تزد اما مدام سوسن فلم تنطق الا بعد ثلاثة ايام لنعرف انها ردت عليه عندما طلب منها زيادة طول جيباتها (( عندما تزيد ابنتك طول الجيبة سأزيد طول جيبتي )) .
لقد كنت سعيدا بملائكتي هؤلاء فلقد كن في غاية الحيوية والشطارة و الايجابية ويتعلمن بسرعة ويبذلن اقصي طاقة ممكنه في العمل وفي نفس الوقت خفيفات الظل و اجتماعيات عصريات .
كانت (هند ) خريجة الاقتصاد و العلوم السياسية من جامعة القاهرة اول من صدمتني لقد كنت اعتمد عليها و اكلفها بالمهام التي تحتاج الي دقة و في يوم دخلت علي وهي ترتدى طرحة علي راسها عندما سخرت منها لم ترد ،عندما ناقشتها قالت باختصار انها اوامر الدين عندما توقفت عن تكليفها بالاعمال المميزة .. طلبت نقلها الي المخازن و أصرت فوافقت
في ذلك اليوم بدا الغزو الوهابي و لم يتوقف حتي فقدنا عصرية المرأة المصرية تدريجيا وتحولن الي ريبوتات متشابهات يدعيبن انهن بذلك اصبحن مسلمات يرضي عنهن الاله .
أحن لقاهرة واسكندرية و اقصر بداية السبعينيات و المرأة العصرية التي تتحرك في الشارع و العمل و المنزل تسبقها ضحكتها و يتبعها الشعر المطلق الغجرى المجنون المسافر في كل الدنيا .
إخلعي حجابك الفكرى و المادى يا هند و عودى لابيك فهو لازال ينتظرك في ادارة المشروعات سيدة ذكية ، نشطة متعلمة ، واثقة لنبني مصر المعاصرة .
محمد حسين يونس
احداث مصر
منذ أربعة عقود كنا بشرا أسوياء
اضيف بتاريخ: Wednesday, September 25th, 2013 في 01:32
كلمات جريدة احداث: احداث, محمد حسين يونس, مصر
ربنا يهديك ويـحسن ختامك .