المشكلة الجوهرية ف أي محاولة للإصلاح هي إن مفيش مؤسسات تستحق اسمها أساسا.. ودا اللي بيخلي كل منطق ف الإصلاح على خطوة واحدة أو خطوتين مضروب ويسهل الطعن فيه..
على سبيل المثال لا الحصر: النقابات المهنية عايشة على حساب صاحب المحل… الدولة اللي بتمول وبتدي تسهيلات وامتيازات.. أو تطلع قوانين تجيب لها موارد.. نقابات اشتراكاتها لا تمثل الكثير من ميزانيتها
والمقابل هو إن النقابات تشتغل عند صاحب المحل طبعا…
قبضة الدولة تراخت من إيام مبارك وبقت بتبذل مجهودات جبارة للمحافظة على قدر من السيطرة أو حتى الوجود، وبالاستعانة بأدوات أخرى مثل أمن الدولة.
ماشي.. الدولة حترفع إيدها… إيه اللي حيحصل؟
إنها حتبقى كحكة للتقسيم والخناقة مع المجتمع كله للحفاظ على الامتيازات.. ومحاولات لمنع آخرين من الالتحاق بها لتضييق حلقة المنتفعين..
ف حالة نقابة الصحفيين بقى.. فوق كل دا.. أصلا النقابة ما بتحتكرش المهنة، ونص الصحفيين العاملين أو أكتر مش أعضاء نقابة… في حين نص أعضاء النقابة مش صحفيين أساسا (عشان الجرايد الحكومية دخلت عاملين عندها عشان الحكومة تعرف تسيطر على الانتخابات)، فبقت حاجة كدا بزرميط.
لو عايز بقى تستعمل ميثاق الشرف الصحفي أو تعمل فيه تعديل أو تاخده بجدية، حتلاقي مفيش أساس كافي على الإطلاق ف ظل الأوضاع دي.
ولو عايز تدافع عن الصحفيين حتى حتلاقي نفسك (زي النقيب الحالي) بتدافع عن صحفيين مش أعضاء ف النقابة.. ونص النقابة ملهاش دعوة بالموضوع أساسا… وسبوبة النقابة، مضاف لها شواغل سياسية أساسا، مش نقابية، هي سيدة الموقف.
ف الآخر دي برضو مؤسسات محدودة… ومميزة قوي حتى بين النقابات المهنية. لو بقى حنتكلم عن نقابة المعلمين.. كارثة.. لو عن الجامعات أو المستشفيات أو المدارس…. مش حنلاقي حاجة نتكلم عليها بجد أصلا…
يعني مثلا كفاية إن اللي بينجحوا ف الشهادة الابتدائية لازم وحتما يكونوا أكتر من 90% من التلاميذ.. ودا معناه (ف الظروف اللي عارفينها) إن أي حد بيعرف يكتب اسمه لازم ينجح… وميتحسبش من نسبة الأمية…
فكرة إن المؤسسة تبقى لها صلة ما باسمها تحدي مش بسيط.. وميتعملش لا بقرار وزاري ولا بتوفير تمويل.. دا محتاج خطط إصلاحية طويلة وقابلة للتعديل كل شوية ف ضوء إن المهمة إنك عايز تعمل من الفسيخ (مش شربات عشان المعقولية)… تعمل منه بس مية مالحة ملحها مش كتير.. ودا ملوش أي أساس واقعي غير تضافر ضغوط معاكسة من أعلى ومن أسفل ف نفس الوقت..