زمان.. أيام الكلية .. وحيث أني كنت غاوي الفن الإسلامي قوي … كنت باروح المتحف اللي في باب الخلق علي الأقل مرة في الشهر… و اقعد ارسم بعض القطع اللي تلهب خيالي … سيوف و مشكايات و مناقد و مباخر … مشربيات و ابواب و منابر… برونز و فضة .. خشب و عاج… حرير و كتان …اشي فاطمي و أشي مملوكي … أشي أيوبي وأشي طولوني … و أشي اخشيدي و أشي عثماني …. ألف تحفة و تحفة !
و بعدين اتشغلت … و سافرت… و بعدت … واتشالت و اتحطيت … و رجعت !
و حاولت أروح متحف الفن الإسلامي إنما قالوا بيتجدد …
و بعد كام سنه .. بعد الثورة … اتفقت مع بعض الزملاء القدام و روحنا المتحف بعد تجديده …
و يا ريتنا ما روحنا …
اللي موجود ما يجيش تلت اللي كان !
علي سبيل المثل مش الحصر :
كان فيه جدار طوله ١٠ متر في ارتفاع ٥متر .. مكسي بالسيوف من مختلف العصور … من أيام عمرو بن العاص … لغاية أسرة محمد علي … اكتر من ٢٥٠ سيف ! و دول الحاجات العادية … أما السيوف المكفتة بالذهب اللي اصحابها معروفين … فكانوا في ‘ فتارين ‘ زجاج و مع كل واحد نبذة عن السيف و عن صاحبه.
اللي لاقيناه لما روحنا … سيف واحد !
و كمان بتاع الأمير طوسون … يعني اول امبارح !
من ٥٣ مشكاه …فاضل ٢١…!
الخ… الخ …
سألنا .. قالوا كله في المخازن !
طبعا … الفار إياه لعب في عبي … تاني !
و خرجنا من المتحف و كأننا مات لنا اب … و أم … في يوم واحد !
و بعدها بكام يوم اتصلت بي صديقة رايحة قطر في زيارة عائلية و سألتني إذا كنت عاوز حاجة من هناك … فطلبت منها تروح متحف الفن الإسلامي الجديد بتاع الدوحة … و تصوره .. كله !!!
و رجعت الزميلة بعدها بشهر… و بعتت لي اكتر من ٣٠٠ صورة لقطع المتحف …
و انفطر قلبي و سالت دموعي و أنا باتفرج عليهم …
لاقيت علي الأقل ٣٥ قطعة كنت رسمتهم بأيدي اللي حا يأكلها الدود أيام الدراسة !
غير طبعا الحاجات اللي راحت في مجموعات خاصة و عمرنا ما حا نسمع عنها تاني !
أزاي خرجت ؟ و ليه ؟ و مين اللي سمح بكده ؟ و عشان ايه ؟
كل اللي اعرفه … أن الشعوب زي الاشجار… لما تفقد جدورها تجف و تموت !
دي عمليه منظمة و مقصودة لقتل الشعب المصري … مع سبق الإصرار و الترصد !
هاتولي بقي حسني و سوزان و زاهي و فاروق و الشاطر و العياط و بديع و رصوهم علي المشانق في ميدان التحرير!
هي دي القضية … مش الخيابة بتاعة المحاكمات الجوفاء اللي أي محامي بنكلة يطلعهم منها زي الشعرة من العجين !
كفاية عك !