كلام خطير
من مناقشات صريحة في الغرب يمكن تلخيص بعض ديناميات المنظور الغربي بعد إزالة القشور الخارجية من الأكاذيب و الأخاديع والمجاملات المعسولة :
“لن يتسني لنا التحكم و السيطرة واخضاع الأمة الاسلامية إلا عن طريق الدين ومن داخله وحكامهم الطغاة استعملوا الدين علي مدي العصور لإخضاعهم فلماذا لا نستعمله نحن لاخضاعهم لمصالحنا؟… المطلوب بعض المساعدات والدفعات الخارجية الذكية منا.
التركيبة التي ينشأ عليها المسلمون تجعل العقل عندهم يصاب بالشلل التام حين نأخذهم أو ندفعهم إلي ساحة الدين، ومع شلل العقل يصبحون حزمة من العواطف المتفجرة والعضلات المتحمسة بلا عقل و يسهل لنا بذكاء توجيههم أي وجهة نراها حتي ضد بعضهم البعض و ضد أنفسهم!! ما عليك إلا أن تستدعي الدين إلا و تجد نفسك أمام كيان بلا عقل و بلا بصيرة و قد كنا أخطأنا –في الغرب- بمعاداة هذا الكيان العاطفي الانفجاري بلا عقل، حتي تعلمنا أنه من الممكن لنا أن نوجه هذا الكيان، بلا عقل، ضد الاسلام ومع منظورنا أن الاسلام دين عنف وعواطف أصحابه تجاهه جياشة وانفجارية وانتحارية، عنف منذر نوجهه نحن بذكاء ضد نفسه –وهو عنف جياش بالعواطف يعتقد أنه ينصرالاسلام وكل ذلك مفيد لنا..
بل نستطيع أن نوجههم ضد أنفسهم و ضد إخوانهم و أوطانهم ونحو التخلف والانتحار وهم مقتنعون عاطفيا أنهم في طريق الجهاد والنهضة والاستشهاد. فلنستفيد من التخلف الاسلامي بدلا من أن نعاديه وجها لوجه…
علينا مصادقة و تدعيم المشاعر الاسلامية الجياشة بلا عقل أو فهم أو بصيرة وعلينا الظهور بمظهر أصدقاء الاسلام وحلفاء نهضته ..ولكن حذار حذار من نهضة حقيقية تتطور فيها أمة الاسلام لتفهم دينها بحق و باستنارة ولتفهم التاريخ عن بصر و بصيرة إحذروا بصفة خاصة من مصر. مصر لا بد من كبحها بكل طريقة كما كبحتها إنجلترا سنة 1840 فمصرهي الأمة المسلمة التي لها أبعاد حضارية وتاريخية وتنويرية تؤهلها لأن تخترق أسوار الجمود و التخلف التي أحطنا بها العالم الاسلامي وتؤهلها لأن تخرج علينا بسرعة كقوة إقليمية و إقتصادية تهتم بمصالحها ومصالح ومطالب عالم الحرية و العدل و المساواة وغيرها من المفاهيم الخطرة علينا.. مصر مؤهلة لأن تخرج علينا بسرعة كقوة إقليمية و إقتصادية تهتم بمصالحها و مصالح العالم الاسلامي والعربي وهي مؤهلة لأن تخرج عن الطاعة و الانصياع لمصالحنا وتخطيطاتنا بشعبها الفريد الذي خرج وهو أشد الشعوب تدعيما للإسلام علي مر العصور، خرج في أكبر مظاهرة في التاريخ رافضا للدكتاتورية و الفاشية الدينية … مصرلا بد من كبحها وهي المهمة التي نوكلها بنجاح لأتباعنا الجدد في تيارات الاسلام السياسي و لاستعمالنا الذكي لمفاهيم “النهضة التخلفية” في الاسلام وهو ما سيفطن له المسلمون آجلا أو عاجلا ولكن رهاننا علي أن قيادات الحركة الاسلامية سيعميهم طمعهم المرضي في السلطة و الحفاظ عليها… وإيمانهم بأنهم أمر الله في الأرض سيتغلب عندهم علي أي إعتبارات أخري ترشد تيارات الاسلام السياسي وتيارات”النهضة إلي الخلف” للانفلات من خدمة أهدافنا وتدمير المسلمين أوتحدث إفاقة معجزة فتقود هذه التيارات جماهيرها العاطفية إلي الافاقة لمقتضيات النهضة بحق و جدية، خدمة للدين والفقه الجديد المتوافق مع العصر و لخدمة الشعوب والتحررالوطني بحق و كلها أضرار ومخاطر لنا و لمصالحنا مستبعدة بل ومستحيلة ولا بد أن نقف ضدها بذكاء مستعملين الاسلام حاليا كما استعملناه في السابق بعد أن زرعنا فيه الجواسيس و العملاء ونشطنا الجهات المناسبة في نسيج الاسلام السياسي بالأموال بلا حدود”.
هكذا كان التقييم لبعض ديناميات صانعي القرار في الغرب و أمريكا