” الهَيْئَةُ المصْرِيَّةُ العامَّةُ لِلكِتاب ” لا تَهْتَمُّ مِنْ قَريب ٍ أوْ بَعيد ٍ بنَشْرِ إبْداعاتِ الكُتَّابِ وَالأُدَباءِ مِنَ المُبْدِعينَ الحَقيقِيِّينَ المَصْلوبينَ برِماحِ النَحْرِ بَتْرا ً وَإنْكارا ً طُوالَ أرْبَعينَ عاما ً مُنْذ ُرَحيلِ الشاعرِ الأصيلِ ” صلاح عبد الصبور ” الذى أثَرَى الساحَةَ الأدَبيَّةَ وَالثَقافَةَ المصْرِيَّةَ وَالعَرَبيَّةَ الخِصْبَةِ كَمُبْدِع ٍ وَمُجَمِّع ٍ لِكِبارِ المُبْدِعينَ وَمُشَجِّع ٍ لِصِغارِ المُجْتَهِدينَ بمَيادِينِ التَنْوير الإبْداعِىِّ ، فَتَدَفَّقَتِ الإبْداعاتُ الأدَبيَّةُ وَالفِكْرِيَّةُ فَيْضا ً مُنْهَمِرا ً عَذْبَ الإبْهارِ ثَرِىَّ الازْدِهارِ مُشْرِقَة ً كَتِبْرِ سَنابِلِ لَهْفَةِ وِجْدانِ ضُحَى ارْتِقاءِ النَهار فِكْرا ً وَذِكْرا ً يُعانِقُ لَهْفَةَ الأنْهار . . . رَحِمَ اللهُ الشاعر ” صلاح عبد الصبور ” رئيس الهَيْئَةِ العامَّةِ لِلكِتابِ فى عَصْرِ التَنْويرِ الإبْداعِىِّ الحَقيقِىِّ النَدِىِّ الإخْلاصِ الوافِرِ الإنْصافِ ، فَقَدْ كانَ رَحِمَهُ الرَحْمَنُ الرَحيمُ راعِيا ً أمينا ً أتاحَ الجَوائِزَ لِكُلِّ مُسْتَحَقِّيها وَأعْطَى الأوْلَوِيَّةَ لِلحالاتِ القاسِيَةِ لِلمُبْدِعينَ المُعْدَمينَ ، كَما وَفَّر كُلَّ فُرَصِ الصُعُودِ إلَى ذُرْوَةِ الأضْواءِ ، كَما وَفَّرَ حَقَّ مَجَّانِيَّةِ النَشْرِ مِنْ خِلالِ هَيْئَةِ الكِتابِ لِكُلِّ مُبْدِعِى عَصْرِهِ المُنَغَّمِ المُتَراحِمِ المُنْصِفِ الرَخاءِ وَالإخاءِ وَالصَفاءِ وَالوَفاءِ وَالعَطاءِ وَالانْتِماءِ بلا حُدُود ٍ ، مِنْ أجْلِ الرُقِىِّ بمَنارَةِ مَوْرُوثِ حَضارَةِ الوَطَنِ العَريقِ ، وَلِوَجْهِ اللهِ سُبْحانَهُ وَتَعالَى الذى وَصَفَ الإبْداعَ بأعْظَمِ الأوْصافِ البَلاغِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ فى سورَةِ الشُعَراءِ : (.( . . . إلا الذينَ آمَنُوا ، وَعَمِلُوا صالِحا ً ، وَذَكَرُوا اللهَ كَثيرا ً ، وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ، وَسَيَعْلَمُ الذينَ ظَلَمُوا أىَّ مُنْقَلَب ٍ يَنْقَلِبُون . ).) صَدَقَ اللهُ العَظيم .
فَلَيْتَ وَزيرَ الثَقافَةِ المصْرِيَّةِ الحالى يَتَّقِى اللهَ السَميعَ البَصيرَ فى إعْطاءِ الأدَباءِ الأمْواتِ الأحْياءِ بثَلاجاتِ التَحْنيطِ القَهْرِىِّ ، حُقوقَهُمْ كامِلَة ً ، وَأوَّلها طِباعَةُ وَنشْرِ أعْمالهم الأدَبيَّة عَلَى نَفَقَةِ وزارَةِ الثَقافَةِ المصْريَّةِ مِنْ خِلالِ الهَيْئَةِ المصْريَّةِ العامَّةِ لِلكِتابِ ، بَلْ نَتَمَنَّى إقالَةَ رئيس الهَيْئَةِ العامَّةِ لِلكِتابِ ، ذاكَ الصَنَمُ المَفْتُونُ الهَوَى بتَحَجُّرِ الإنارَةِ وَالتَنْوير جُمُودا ً جَلِيدِيَّا ً بنَزْوَةِ الأنانِيَةِ وشَهْوَةِ النَرْجِسِيَّةِ وَقَسْوَةِ العَبَثِيَّةِ الثَمِلَةِ المُغالاةِ باسْتِهْتارِ أسِنَّةِ الإنْكارِ وَالإعْدامِ بَتْرا ً كَسَفَّاحِى السِفاحِ بدَياجيرِ اشْتِهاءِ غِطاءِ القَشِّ حَوْلَ فُوَّهَةِ الرَحَى . ! ! .
الأديب / محمد إبراهيم البنا