استراتيجية البعض النهاردة هتكون الاختفاء، والصمت تجاه اللي حصل في بورسعيد من كام ساعة.. لغاية ما الجيش أو الشرطة يعملوا حاجة.. وساعتها يبتدوا دوشة “الدولة بتدبح تيار سياسي”!! طيب.. لما تبقي فيه جماعة مسلحة بتدبح الناس في كل حتة.. وأنت مش شايفها، وقاعد تهلل ضد طرف تاني نسميك بأيه؟ الأسامي والتوصيفات ممكن تكون.. أعمي، أو أحمق، أو منتفع، أو مش قادر تعترف بخطأ نظرياتك وتحليلاتك ومواقفك، أو أنك خايف تتحاسب علي تحالفاتك السابقة معاهم ويتم اعتبارك “فلول إخوان”، أو أنك مفزوع من حركة الناس بالكميات دي بعيد عنك وبعيد عن تصوراتك، أو أن مجموعتك بتاعني من أزمة حادة.. أزمة إنفجار.. وبتحاول تلصمها مش بالموضوعية والالتحام بحركة الناس والاعتراف بالخطأ.. لكن عبر التهويل من خطر عدو مهواش العدو الأساسي أو الحالي. فيه طبعا غير ده مجموعة احتمالات كتيرة، ولاحظ أني أستخدمت الـ “أو” مش “و”. بس خلونا نخش في منطقة تانية، تعليق سريع علي بعض المقولات اللي شغالة اليومين دوول: ١) “أكلت يوم أكل الثور الأبيض” ماتمشيش في الظرف ده.. ماتمشيش مع القوي السياسية اللي شايفة أن فيه ضرورة للقضاء علي جماعة فاشية مسلحة. لكن تنفع مع الإخوان لما حللوا قتل الناس وساعدوا عليه وشاركوا فيه خلال سنتين ونص. عموما حظهم كويس.. مفيش حد بيدعي لقتلهم، والقضاء عليهم سياسيا بيتم بإرادة شعبية حقيقية، وهم نفسهم بيساعدوا عليه بانتحارهم. ٢) اللطم بتاع عودة مكاتب النشاط السياسي في أمن الدولة.. ومكتب مكافحة الشيوعية!!! هي كانت المكاتب دي اختفت أصلا؟ ما أنت وأنا عارفين إنها فضلت موجودة وشغالة الله ينور!! رفضها والنضال ضدها والنضال ضد النظام اللي بيخلقها ضرورة في كل وقت، من غير ما يبان الموضوع أنها كانت اختفت في وقت الإخوان.. عشان ده كدب بين. ٣) السيسي هو بينوتشيه؟ شاب صغير مايعرفش حاجة عن تشيلي أو بينوتشيه هبعملك لايك!! بس دي مشكلة لأننا كدة بنزيف التاريخ وبنعمل مقارنات مستحيلة وبنستغل جهل الشاب الصغير ده. علي حسب علمي السيسي مادبحش ألاف الناس، ما أمرش بخطف المئات من أطفال رضع عشان يتسلموا لعائلات الظباط والرأسماليين الكبار ويتدبح أهاليهم أو يختفوا من أربعين سنة لغاية النهاردة، مافتحش الإستاد عشان يبقي سلاخانة تعذيب وقتل لمدة شهور، ماضربش القصر الرئاسي بالطيارات والقنابل، ماخيرش الرئيس المنتخب بين القتل أو الانتحار، ما رماش نتيجة انتخابات معادة مرتين في ٣ سنين في الزبالة وانقلب عليها، مانصبش نفسه رئيس جمهورية لمدة ١٧ سنة.. والأهم أنه ماعملش انقلاب عسكري. ده غير طبعا عشرات النقط الجوهرية اللي بتعمل فرق بين تجربة تشيلي وتجربة مصر. ٤) كل المعلومات اللي فيها ريحة مصداقية وطالعة عن قصة المنصة وعن قصة الحرس الجمهوري قبلها.. علي الأقل بتثير القلق أن في لعبة وسخة جدا ودموية اتلعبت من الإخوان. لو كنت مكانك أفكر في الاحتمالات دي، مش اتجاهلها واتكلم عن دولة فاشية بتدبح الناس. نقدر يا عزيزي نتعاطف مع أي واحد غلبان بيموت ونحزن عليه.. بس ده مش معناه أننا ندي مصداقية للنصاب والسفاح اللي بيستخدمه وبيستخدم دمه لمصالحه ولمصالح جماعته اللي لازم تنتهي بأسرع وقت، قبل ما تدمر بلد كامل، وقبل ما تدمر أي إمكانية إننا نكمل الثورة اللي المفروض أن كتير مننا مهتمين باستمراريتها.
باسل رمسيس
احداث مصر
تصديق تجار الدم تدمير لمصر
اضيف بتاريخ: Sunday, July 28th, 2013 في 13:29
كلمات جريدة احداث: احداث, باسل رمسيس, مصر