إحم……………. مش وقت تنظير، إنما لازم، بس بعد الديباجة:
أنا ماعنديش أي ذرة تعاطف. أولاً، لأسباب شخصية لا تخفى على الجميع من موقفي بخصوص إقحام الدين في السياسة. لكن كمان لأن من أصول الحرب وكبرياء المحارب، أنه عارف أنه لما يشيل سلاح ويتقدم أمام العدو، ماينفعش يتاجر زي العاهرة بزمايله اللي بيموتوا. بيبقى عارف أن مبادئه ثمنها دم، وأي خسارة في الأرواح هي ثمن مايغلاش على الهدف (اقتحام وزارة الداخلية مثلاً، أو كسر شوكة الجيش)، وخصوصاً إذا كانوا الأموات دول متلهفين على الشهادة و السبعين عذراء وبقية النسوان اللي هيناموا معاهم بعد حرمان جنسي دام تقريباً طول حياتهم.
مباراة أعداد الضحايا حلال بس لو الاعتصام سلمي، إنما لما يبقى فيه سلاح، لازم تستحي على دمك، وتقف ثابت قدام الدم، لأنك قبلت أن دي تكون ضربية الوصول لهدفك بالقوة (حاجة ماتضايقنيش، أنا شخصياً لو أقدر، هاشارك في مقاومة مسلحة عادي).
و أما التنظير:
فيه حاجة اسمها prisoner’s dilemma . وهي لما تكون أنت وزميلك كل واحد محبوس على انفراد، والمحقق قايل لكل واحد فيكم أنه لو اعترف على التاني هو هيطلع براءة، ولو ما اعترفش هيتحبس طول حياته. اتصالاتك مقطوعة بزميلك المحبوس ومافيش طريقة تتفقوا بها على خطة مشتركة، ففي النهاية بيكون زميلك هو عدوك، وعشان تنقذ نفسك، لازم هو يتحبس.
أنت في الموقف دا دلوقتي، مافيش أي صيغة للتفاهم مع الإسلاميين، إنقاذهم معناه موتك، وموتهم معناه إنقاذك. علشان كدا بالتأكيد لن تخضع للابتزاز بعدد الضحايا اللي بتطلع على الجزيرة مباشر.
الموقف دا مش جديد على الإنسانية، بس أول مرة يتعرض على التلفزيون وعشان كدا أول مرة تكون مضطر تحدد موقف شخصي منه… مش زي زمان لما تسمع أن الاعتصام الفلاني اتفض وخلاص تروح شغلك عادي.
بقية القصة في معضلة السجين دي، هي أن الاتنين السجناء لو اعترفوا على بعض، هم الاتنين هيموتوا. عشان كدا لازم تسيبك من زميلك المسجون وتركز مع المحقق، تدور على طريقة ما يحبسش بها اتنين غيركم:
الدسـتــور.