رأي في احداث مصر و دعوة السيسي للنزول :
1- موقف السيسي دفاعي وليس هجومي. الإخوان باحتكارهم للشارع على مدار 3 أسابيع بدأوا في خلق زخم سياسي وقلق مجتمعي. السيسي يأخذ المبادرة ويوازن الكفة برسالة واضحة للإخوان وداعميهم في الخارج: الناس في بيوتها لأنها حققت ما تصبو إليه جزئياً (عزل مرسي) وليس لأنه لم يكن تحركاً شعبياً أصيلاً كما تزعمون، وفي حالة شعور الناس بالقلق، فالتذكير بالأسباب الأساسية التي أدت لعزل مرسي يصبح واجباً.
2- لا يمكن لأحد إجبار أحد على النزول. الهدف من الدعوة هو إقناع من يشاهد أن الإخوان ليسوا القوة السياسية/الشعبية الأكبر في مصر. إنتهى. هناك قوة شعبية جديدة بدأت في التجسد سياسياً. لا بد من أخذها في الاعتبار لأنها الأكبر حجماً والأكثر قوة. هذه رسالة لأصحاب المدارس الواقعية ومعتنقي سياسة القوة، برضه في الداخل والخارج، ومنهم كثيرون أسسوا سياستهم تجاه مصر على اعتقاد بأن “الإخوان لا يهزمون سواء في المظاهرات أو في الصندوق”.
3- التصعيد باستخدام كلمتي “العنف” و “الإرهاب المحتمل” لا يعني إطلاقاً فض الاعتصامات بالقوة. المطلوب هو حصار الإخوان ومنع مظاهراتهم الترويعية اللي على طريقة قفل كوبري 6 أكتوبر وقطع الطرق وحصار المطار والتصرفات غير المسئولة دي. مواجهة هذه الأمور يحتاج تأكيداً على التفويض الطبيعي الممنوح لقوات فرض النظام. يحتاج لنزع الشرعية عنها تماماً لتصبح أعمال عنف وليست احتجاجات شرعية. هذا هو مغزى طلب الدعم.
4- رد فعل الإخوان على ما سبق، سيحدد طبيعة الفعل القادم ضدهم: إما بدء عملية تفاوض وإعادة إدماجهم في العملية السياسية (الدولة ملتزمة حتى الآن بعدم إقصاءهم إذا ما أرادوا)، أو الاستمرار في المواجهات التي قد يكون بعضها للأسف دامياً.
5- نقطة في غاية الأهمية لم يتنبه الكثيرون إليها في خطاب السيسي: قبول إشراف دولي كامل من أي جهة دولية. خطوة هايلة. مفيش خوف من ده. انتخابات يُشهد لها بالنزاهة وتعبر عن إرادة الناس. ولا هو عشان باظتلنا انتخابات هنوقف الزمن على اللحظة دي عشان المندبة تستمر للأبد؟
6- هناك فرق بين الوطنية (حاجة حلوة) والشوفينية (حاجة مش حلوة). مستقبل مصر بعد حل أزمتها الحالية إن شاء الله يتوقف على إن كل منا يأخذ موقفاً مسئولاً تجاه هذه النقطة. هناك حالة اشتياق عارمة لدى الجميع – بما فيهم عتاة الثوريين – إلى الدولة. إلى فكرة الدولة. اكتشف الجميع أهميتها عندما ضعف غيابها حتى كاد يتلاشى. التحدي الآن عدم تحويل هذا الاشتياق المفهوم إلى حالة تأليه ستكون كارثية لشخص السيسي. من كان يريد مستقبلاً أفضل لمصر فإن عبادة الزعماء وعدم مراجعتهم وقمع حرية الاختلاف والتخوين والتكفير نتيجتهم مضمونة: الفشل والدمار وخيبة الأمل.