كَذِبَ المُتاجِرُونَ بشِعاراتِ البِدَعِ وَالخِدَعِ التى أجْهَضَتْ رَحِمَكِ يا أُمَّةَ الإسْلامِ . ! ! .
عَرْبَدَ طُوفانُ الفَوْضَى المُهْلِكَةِ بأطْلالِ مَدائِنِ اللا وَعْىِ عَرْبَدَةَ الثَمالَةِ وَالتَرَنُّحِ بكُؤُوسِ دِماءِ ضَحايا مَعْصَرَةِ دَوَّاماتِ النَحْرِ اللاهِثَةِ الغَلَيانِ وَالهَذَيانِ حَتَّى تَقَيَّأتِ القُبُورُ أحْزانَها صَيْحَة ً . ! ! .
كَفانا نَصْبا ً وَاحْتِيالا ً سِرَّا ً وَجَهْرا ً باللَّيْلِ وَالنَهارِ بالعَشْوائِيَّاتِ الهَمَجِيَّةِ وَالمُنْتَجَعاتِ السِياحِيَّةِ ، بالحَوارى وَالشَوارِعِ وَالمَيادِينِ ما بَيْنَ الأكْواخِ الخَشَبِيَّةِ وَالقُصُورِ الذَهَبيَّةِ وَسُكَّانِ القُبُور الأحْياءِ الأمْواتِ ، فاحْتِمالاتُ النَجاةِ مِنْ نَصْلِ المَنِيَّةِ الفَصْلِ قَدْ تَبَخَّرَتْ كَكُلِّ المُتَلاشِياتِ بقاعِ الإعْصار .
كَفانا نَصْبا ً وَاحْتِيالا ً أيَّتُها الأكاديميَّة التَعْليميَّة … فأنْتِ كَمُعْظَمِ المُؤَسَّساتِ الأهْليَّةِ شِبْهِ الهَزْلِيَّةِ ، وَالجَمْعِيَّاتِ اللِّبلابِيَّةِ الاحْتِيالِيَّةِ اللا خَيْريَّةِ . ! ! . كَفانا مَتاهات ٍ برايات ٍ وَحِوارات ٍ وَشِعارات ٍ ، وَكَفانا لَعِبا ً بالأذهانِ وَالألْبابِ ، فأصْحابُ الحُقوقِ المَسْرُوقَةِ جيلا ً تِلْوَ جيل ٍ لا يَصِلُهُمْ شَيْئا ً ، حَتَّى مَنْ هَرِمُوا بُؤْسا ً وَباتوا فى نِهاياتِ أعْمارِهِمْ مُقْعَدِينَ بلا حِراك ٍ كَثَلْجِ احْتِضار ٍ شاحِب ٍ ، لا يَجِدُونَ أدْوِيَة ً تُداوِى أوْجاعَ خُبْثِ أمْراضِهِمْ ، أوْ خُبْزا ً يُضَمِّدُ جِراحاتِ جُوعِهِمْ . ! ! .
حَتَّى فى شَهْرِ رَمَضان المُباركِ لا تَذْهَبُ الزَكاةُ وَالصَدَقاتُ وَالتَبَرُّعاتُ إلَى مُسْتَحَقِّيها الحَقيقيِّينَ فى أسِرَّةِ قُرُوحِ اسْتِسْلامِ رُقادِ أبْدانِهِمْ المُكَبَّلَةِ بأغْلالِ اعْتِقالِ الدَّاءِ لِنَحْرِ ابْتِلاء ٍ مُزْمِن ٍ دائِم ٍ .!!.
كَذِبَ المُتاجِرُونَ بشِعاراتِ البِدَعِ وَالخِدَعِ يا أُمَّةَ الإسْلامِ فى عَصْرِِ المُتاجَرَةِ بالآياتِ النورانِيَّةِ وَالأعْضاءِ البَشَريَّةِ كَذِبا ً مُتْرَفا ً مُسْرِفا ً مُزَيِّفا ً لِكُلِّ الحَقائِقِ كُلِّها بلا اسْتِحْياء ٍ مِنْ عَيْنِ نورِ البَصيرِ العَليمِ الحَقِّ الدَيَّانِ ، وَعَيْنُ اللهِ لا تَغْفَلُ أبَدَا ً ، وَلَكِنَّ اللهَ يُمْهِلُ المُمْتَحَنينَ بالدُنيا الفانِيَةِ البَريقِ وَالهَوَى . ! ! . لِذا فَمَنْ أرادَ مِنَ المُزَكِّينَ أنْ تَصِلَ زَكاتُهُ إلَى مُسْتَحَقِّيها حَقَّا ً لِوَجْهِ اللهِ وَحْدَهُ فَلْيَبْحَثْ بنَفْسِهِ عَنْ مَنْ يَسْتَحِقُّ أمْوالَ زَكاتِهِ أوْ صَدَقَتِهِ حَتَّى تَصِلَ الأماناتُ إلَى أهْلِها .
الأديب / محمد إبراهيم البنا