هما الإخوان عايزين إيه دلوقت بجد يعني؟ هو فيه حد عنده ذرة من العقل متصور ان فيه أدني فرصة لعودة محمد مرسي مرة تانية ؟ أولا مرسي لو عاد مرة تانية فحيتكرر مشهد جماهير ٣٠ يونيو مرة تانية و بشكل أكثر خطورة و عنفا كمان… ثانيا الجيش لا يمكن يسمح بعودة مرسي و يحط نفسه تحت رحمة الإخوان و خصوصا بعد ما الإخوان أسرفوا في الحديث عن انشقاقات الجيش ده غير الهجمات اللي في سيناء والإسماعيلية و غيرها (لو كانت فيه قناعة داخل الجيش قبل ٣٠ يونيو بان الإخوان دول ماعندهمش ولاء لمصر و خطر علي الأمن القومي المصري فالقناعة دي داخل الجيش تضاعفت عشرات المرات دلوقت بسبب ما يفعله الإخوان)…ثالثا بقي هل فيه حد متصور ان مرسي ده لو رجع حيقدر يمشي كلمة علي معزة في البلد دي دلوقت؟
عودة مرسي من رابع المستحيلات بحكم حقائق و ضرورات الأشياء .. طب انتم بقي يا إخوان عايزين ايه دلوقت و بعيدا عن ادعاءاتكم الجوفاء عن الشرعية و الديمقراطية (إخوان و ديمقراطية دونت ميكس أصلا ) ؟ هل التصعيد مجرد تكتيك للتفاوض حول أشياء أخري و منها مواقع الإخوان داخل العملية السياسية الجديدة و عدم ملاحقتهم قضائيا و أمنيا؟
التفاوض معناها الاعتراف بهزيمة مشروع الإخوان التاريخي للهيمنة و السيطرة (هو انهار بالفعل امام جماهير ٣٠ يونيو لكن هما لسه بيرفسوا و رافضين يعترفوا بده) و هو ما لا يقبله الإخوان بعد.. إذن فالخيار الأمثل للإخوان هو التصعيد و إبقاء الوضع علي ماهو عليه حاليا (خلق مساحة من النضالية و المظلومية المدعاة شيء ضروري من أجل الحفاظ علي وحدة التنظيم و حماس و تماسك جماهير التيار الإسلامي بل و فكرة المشروع الإخواني نفسه) علي أمل سرابي ان تتغير الظروف في المستقبل و تسمح بعودة المشروع الإخواني مرة أخري و بالإضافة الي هذا فهم يتصورون أنهم بهذا ينزعون الشرعية عن المسار السياسي الحالي..
لكن واقع موازين القوي في مصر مجتمعيا و سياسيا يجعل استمرار التصعيد الي ما لا نهاية خيارا غير ممكن و خيار انتحاري فالي متي استمرار التصعيد ؟!! عند لحظة معينة قد تفرض الضرورات العملية علي قيادة الإخوان تغليب عقلية التاجر البقال علي عقلية المؤدلج الطائفي و بالتالي التكيف مع الوضع الجديد و التفاوض لتامين موقعهم في العملية السياسية الجديدة ده الي جانب مواقعهم الدعوية التعبوية في المجتمع بل و سلامتهم الشخصية و مصالحهم الخاصة أيضاً ..
و علي الناحية الأخري فالدولة القديمة تريد هذا التفاوض ليس فقط لانها لا تقدر علي تحمل التكلفة العالية للاقصاء و لكن لان هذه الدولة تريد استمرار التيار الإسلامي فهو مفيد سياسيا بالنسبة لها حيث يقوم بالتشويش علي خطوط المواجهة السياسية فيما يخص علاقات السلطة و الثروة و الموارد في المجتمع و يخلق فزاعة تسمح دائماً باستدعاء الدولة الأمنية هذا الي جانب تداخل المصالح بين الدولة القديمة و الاخوان بشكل معقد و له أبعاده المحلية و الإقليمية و الدولية ….
لكن ساعتها حجر العثرة في التفاوض حيكون موضوع الملاحقة القضائية و الأمنية لقيادات و عناصر الإخوان و الإسلاميين المتهمين بارتكاب جرائم و تجاوزات عديدة … و مشكلة كبيرة أخري حتكون كيفية التعامل مع جمهور التيار الإسلامي الذي حشده قادة الإسلاميين باسم الحرب الدينية المقدسة نصرة للإسلام ضد أعدائه في غزوة بدر الثانية و من اجل عودة محمد مرسي خليفة عمر بن الخطاب… هل تنسحب انتهازية و براجماتية قادة التيار الإسلامي علي جمهوره وقتما يشاء هؤلاء القادة؟ مش بالضرورة و لان اللي بيحضر العفريت مش بيعرف يصرفه بالضرورة و سنكون امام تداعيات مقلقة لشحن ديني و طائفي خطير تراكم علي يد تجار دين و دم يفتقرون لادني احساس بالمسوولية
اخيرا المسالة الأهم في السياق ده هي كيفية تعامل الاجتماع المصري مع مشكلة طائفة التيار الإسلامي الآن و هي مسالة خطيرة يتحمل مسؤوليتها قادة التيار الإسلامي قبل أي طرف آخر ….