إن إذاعة تقرير صحفي يدعي بلا برهان أن فيديو إلقاء فتية من فوق خزان في سيدي جابر في الإسكندرية مفبرك ليس مجرد خطأ إعلامي. إنما هو جريمة تغطية على سفك دماء مصريين، ومحاولة خبيثة للإيحاء بأن الجرائم التي ارتكبها إسلامجية في حق مواطنين مصريين لا أساس لها من الصحة.
وليس هذا بأقل من إغراء بمزيد من الجرائم، وطمأنة لمرتكبيها بالتغطية عليها. وهو ما سيقود إلى مزيد من الجرائم ليس من طرف الإخوان وحدهم، إنما بحقهم أيضا، كنتيجة مؤسفة لإشعال الحنق الأهلي. وهو ما لا نرضاه ولا ترضونه.
من هنا ومن منطلق مهنيتكم الإعلامية، ومن منطلق واجبكم الإنساني، لا بد أن تكون لكم وقفة مهنية مع القناة، ومع الصحفي الذي أعد التقرير، ومع البرنامج الذي أذاعه. بحيث تكون النتيجة كشف الحقيقة. فإما تأكيد صحة ما ورد في التقرير. أو اعتذار رسمي معلن من القناة بأنه كان خطأ إعلاميا.
لا تسمحوا للقناة بأن تفعل في مصر ما فعلته في العراق ولبنان من قبل، من تحريض خبيث، وتغطية على الجرائم لم تؤد إلا إلى مزيد من الاقتتال الأهلي الذي دفع حياته عشرات آلاف المواطنين في العراق، وعشرات من السياسيين والمواطنين في لبنان.
فكرت أن أرسل لكم هذه الرسالة مصحوبة بأسمائكم، لكنني آثرت ألا أفعل ذلك بعدا عن شبهة الشخصنة، وتجنبا لأي أذى قد تتعرضون له. لكنني واثق أن الرسالة ستصل إليكم، وأنكم ستدركون خطورتها وتتصرفون من واقع حسكم الإنساني أولا، والمهني ثانيا.