البارحة، حبس السيسي أنفاسه وتسلح بكل الرموز المقبولة ليقطع رمزياً مع ماضي المجلس العسكري و يبدو لنا كمنفذ لمشيئة الشعب و ليس كحاكم محتمل. و تخلي البرادعي عن توجسه المعهود و قرر ان يشترك بجديه لاول مره و ان يحمل جزء من المسؤولية، و تخلت جبهه الإنقاذ البائسة عن نزاعاتها الداخليه و فهمت ان البرادعي هو من يحتفظ بقدر من الاحترام بين كل رموزها و فوضته لا لتكتسب شرعيه من خلاله إنما لتدفع الأمور للامام. حتي شباب تمرد بدوا أكثر فهماً من سابقيهم في اتحاد شباب ثوره يناير و لم يسلموا تمثيلهم لاحد بالكامل و لا قاطعوا احد بالكامل.
طبعا لم يتغير احد كليهً، و لا نزل عليهم جبريل برسائل مطهره.. لكن مقصدي أنهم وعوا الدرس و حاولوا ان يكونوا علي قدر من المسؤولين، فماذا عنا؟ و اقصد بالنحن هنا قوي اليسار و يسار الوسط من النشطاء و المسيسين؟
آري شبح خمس أمراض حان لها ان تختفي ان كنا قد قررنا ان نمضي في العمل و المشاركة:
١- استسهال الركون الي المواقف الأخلاقية بمنطق وصم أي عمل يقوم به الجيش و التاكيد علي استحاله موافقتنا علي اي موقف له و اتهام أي تحالف معه أخلاقيا و مقاطعه أي جناح يري امكانيه للتنسيق التكتيكي مع الجيش، حتي نستطيع النظر في المراه.
٢- الاستعلاء النظري و تبني موقف اتمامي، بمعني وصم أي جناح سياسي مخالف باليمينيه و الانتهازية دون حتي محاوله إثبات هذه التهم و كأنها سمات هيكليه لأي اغيار سياسيين.
٣- الامتناع عن طرح بدائل و الاكتفاء بانتظار الثوره الشامله الكامله و ياريت تكون عالميه، بدون ان نحدد ارضيه و أسباب لانحيازاتنا.
٤- ادعاء الطهاره و النبل بعد شهور من التصعيد ضد الاخوان، و التباكي عليهم فور سقوطهم، و عدم إدراك ان تصعيد الخصومة لشهور كان سوف يؤدي حتما الي انتصار طرف علي آخر و إخضاعه عبر الاحتجاز و التهام و التجريم.
٥- عدم تحديد خارطه طريق لنا كمعارضه جذريه للنظام و المعارضه العجوز معاً. بمعني تعريف ما هي أولوياتنا و ما هو أسلوب تعبيرنا عن مواقفنا فيما يتعلق بالقرارات الاستثنائية و الغموض الذي ما زال يكتنف جدول خارطه الطريق.
لا يحق لاحد ان ” يقلق” او ان لا يستريح ” لطهاره” موقف المعارضه طالما ساندت الجيش بدون ابداء اسباب واضحه و محدده. بدون ان يعلن ما هي المعارك التي ستميزه عن هذا الفصيل او ذاك، و بدون ادعاء أي نبل او تميز اخلاقيين. والنبي أدركوا اللحظه الفارقة من غير حازم