منذ بدايات استقلال مصر بعد انهيار دولة الخلافة العثمانية وحتى استقلالها الفعلي في الخمسينات وصولا إلى الآن، والقاسم المشترك في السياسة المصرية عبر هذه الحقب هو محاولات جماعة الإخوان الوصول إلى الحكم. الإخوان قامت بامتصاص ضغوط الإصلاح والتحديث على أنظمة الحكم المتتابعة في مصر عن طريق تجنيد أكثر العناصر الشبابية نشاطاً وفعالية وتدجينها في تنظيم سري شبه عسكري، فخسرت معركة الإصلاح السياسي جهود هؤلاء الشباب وطاقاتهم التي كانت لتتفجر عبر قنوات سياسية أخرى على أرضية غير أصولية، بينما استفادت الأنظمة السلطوية من عمل الإخوان كثقب أسود يجذب هذه الطاقات بعيداً عن الضغط الفاعل عليها. لم يبالي تنظيم الإخوان بالإصلاح والتقدم قدر مبالاته بادخار جهود شبابه ورجاله لمعركة التمكين الكبرى التي يخوضها اليوم.
لن تتقدم هذه البلد خطوة إلى الأمام طالما ظل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين قائماً. لا حداثة، لا تنمية، لا حرية، لا ديمقراطية، لا مواطنة، ولا مساواة في ظل الحكم الأصولي في السياسة والهيمنة الأصولية على المجتمع.
ليس المطلوب إقصاء الإخوان كأفراد، وإنما المطلوب تحرير السياسة المصرية من وجود “تنظيم” الإخوان. بدون ذلك، سيظل الحديث عن التقدم والتطور والتنمية والحرية والديمقراطية بل وحتى العدالة الاجتماعية أوهاماً في عقول الواهمين.
احمد فهمي
احداث مصر
ضرورة تحرير مصر من تنظيم الاخوان
اضيف بتاريخ: Tuesday, July 2nd, 2013 في 15:35