السؤال المنتشر الآن، ترى ما الذي يفعله “مرسي” والرجال الذين يعملون إلى جواره الآن.. سأحكي لكم قصة قصيرة، وقعت مساء اليوم التالي للإعلان غير الدستوري الذي أصدره “مرسي” نهاية العام الماضي..
كنا في اجتماع مع أحد المسئولين الكبار في مؤسسة الرئاسة، لدراسة الوضع، ومحاولة قراءة المشهد..
مضت عشر دقائق، وقد تحدثنا قليلاً، وأعلنا بشكل واضح رفضنا الإعلان وما جاء به، وشعرنا أن الرجل فقد أمله فينا.. كان التوتر والقلق يسيطر علينا قبل الاجتماع، فالوضع مضطرب جداً، والشارع ساخن لأقصى درجة..
رن هاتفه، فنظر إلى شاشته وقال : آسف جداً.. تليفون مهم من الرئاسة..
رد : أيوة.. أيوة يا فندم.. تمام تمام.. لا لا… ثم نظر إلى ساعته في يده..
فكرت للحظة أنها محاولة دبلوماسية لإنهاء الاجتماع بسرعة لارتباط الرجل المهم بجدول مزدحم من الأعمال والاجتماعات.. لكن الرجل أكمل حديثه..
طيب حضرتك لقيتها فين؟، لا لا، زي ما بقولك أنا ساعتي في إيدي، أكيد ساعة حد تاني.. إنتا لقيتها في الأوضة اللي كان فيها الاجتماع.. طيب هي نوعها إيه.. بص أنا أقولك.. إحنا نكتب ورقة ونعلقها نقول فيها إننا لقينا ساعة بالنوع الفلاني وعلى صاحبها إنه يقول إنها بتاعته.. آه.. صح.. ممكن أي حد يقول إنها بتاعته وهي مش بتاعته.. بص.. إحنا نقول إننا لقينا حاجة.. وعلى صاحبها اللي ضايعة منه يجي ياخدها من عندي.. صح كدة.. تمام.. ممكن بقى حضرتك تسيبلي الساعة في مكتبي.. أيوة أيوة.. الدرج التالت على الشمال من تحت.. في أمان الله.. لا لا أنا راجع على طول.. في اجتماع كدة بخصوص الإعلان الدستوري مع بعض الشباب.. سلام عليكم..
أغلق الرجل الهاتف.. ونظر إلينا ليواجه على وجوهنا نظرات الدهشة.. فقال مبتسماً.. معلش.. ساعة ضايعة في قصر الرئاسة..
انتهت القصة..