كنت اود أن اتحدث ببوست مخصص و محدد عن الحشد يوم 30 يونيو و نصائح محددة للثوار لتفادي أخطاء المرات السابقة
و لكن أتى خطاب مرسي و حدث الحشد المصطنع اليوم تحت لافتة دعم الثورة السورية ليجعلني أسرد عدة ملاحظات على ما رأيته لتفادي اخطاء و اوهام قد تتراكم من الوهلة الأولى لمن شاهدوا المشهد و الخطاب اليوم
|| ملاحظة 1 :
قضية اثيوبيا فشلت في حشد الناس خلفنا ؟ فلنجرب سوريا !!
فهذه هي المرة الثانية – خلال اقل من اسبوع – التى يحاول فيها الاخوان و مرسي ان يرفعوا اي لافتة قد تجلب لهم اتفاقا .. بعد مؤتمر النيل السابق و خطاب مرسي ضد اثيوبيا ..
و بعد ان وجدوا ان المحاولة لم تحقق نجاح بل جلبت سخريا و امتعاض
فخطرت فى بال أحدهم ان يعقدوا مؤتمر لدعم سوريا
فالجو دوليا موات .. خصوصا بعد قرار اوباما منذ أيام بدعم المعارضة المسلحة – ان يعقدوا مؤتمر عاجل لدعم ثورة سوريا
و الا ففكروا فى التالي .. سوريا تذبح منذ اغسطس الماضي .. اين كان هؤلاء ؟
هل كانوا ينتظرون شيئا سوى الضوء الاخضر الامريكي ؟
للتحرك لدعم سوريا بشكل حقيقي يتعدى الخطب الانشائية و اغلاق سفارة سوريا و بشار الاسد و قطع العلاقات و الوقوف بقوة ضد روسيا و ايران و الصين بعد زيارات و مسح جوخ و عبارات من ان الموقف من ” الأزمة السورية ”
هكذا كان يقول وقتها مرسي فى زيارته بموسكو.. أزمة و ليست ثورة !
|| ملاحظة 2 :
بالغ فى الحشد بكل قوتك
الحشد المبالغ فيه لم يكن بشباب الاخوان – القادرين على نزول المظاهرات و كوادر التظاهر – او السلفيين – من كل المحافظات حسب ما عرفت لاحقا
بل لو دققت فى المشهد ستجد ان حرصوا على مضاعفة العدد 5 مرات باصطحاب كل اخواني و سلفي لأسرته .. اطفال و نساء و شيوخ و عواجيز بجانب الكوادر الحاشدة للإخوان و التظاهر .
و هذا الأمر لا شك جائهم تكليف محدد بهذا نفذوه بدون ان يفهموا
لكن الهدف كان واضحا : مضاعفة الحشد بشكل مبالغ فيه لإيهام بأن هذا الحشد
* و نقطة هامة : حتى لا يغركم حشد الاستاد بطريقة المدرجات
فطبقا لموقع استاد القاهرة الدولي فسعة الصالة المغطاة ( الرئيسية الكبرى ) 16 الف مشاهد و في تقديرات اخرى 35 الف مشاهد .. نقول 60 الف ؟
( بالأسر بالأطفال بالزوجات ؟؟؟ ) 🙂
.. رقم ليس بالصعب حشده بالمناسبة فى اي تظاهرة مليونية قادمة ضد مرسي بإذن الله 🙂
|| ملاحظة 3 :
الهدف الاساسي من الخطاب يظهر فى ختامه
* فعلى طريقة ” كوهين ينعى ولده و يصلح ساعات ” ظهر أن الهدف الحقيقي للخطاب لم يكن سوريا بقدر ما هو تظاهرات الموجة الثورية القادمة
فمن الخطاب خصص مرسي ثلثه الاخير تقريبا للهجوم على تظاهرات يوم 30يونيو
و التنفير منها و التخويف منها و التلميح بالقوة و القمع تجاهها و تشويه التظاهرات و الحديث عن الفلول
* و يكفى هتافات من فى الصالة ” الشعب يريد تطهير الاعلام ” دون رد او تعقيب من مرسي الذى اكتفى بالصمت ( موافقة ضمنية ) لتوجيه رسالة تهديد اخرى
|| ملاحظة 4 :
هل هي لسوريا فعلا ؟
لفت انتباهي محاولة اخذ دعم اموال و سفر شباب على حساب الثورة السورية
و لمع فى ذهنى اسئلة … مثل :
من يضمن لنا ان الاموال التى ستجمعها جمعيات الاخوان و السلفيين المتشددة
.. لن توجه لدعم الانتخابات او لافتات التظاهرات .. ما هو سوريا و مصر .. كله جهاد فى سبيل انشاء الخلافة ؟؟
و من يضمن لنا ان الشباب الذين سيتوجهون للـ ” جهاد ” فى سوريا .. و يحملون السلاح .. لن يكون بهدف اخذ خبرة قتالية للقتال فى ميليشيات بالداخل مستقبلا سواء حال نجاح او فشل التظاهرات الثورية فى 30 يونيو
ففى حالة النجاح .. يقاتلون الدولة .. فى حالة الفشل .. يقمعون الثوار
ملاحظات عابرة … على هامش خطاب ينضم الى سابقيه فى عدم وضوح الرؤية و فى زيادة فجوة الثقة بيننا و بين مجموعة تستمر فى التجاهل للمشكلة الحقيقية و عدم مراجعة الاخطاء و الكوارث و اصرار على تعليق شماعة الفشل .. مرة على الاعلام و مرة على النظام السابق .. و كأن تجاهل الوعود و العهود لم يكن هو بداية تدمير شرعية مرسى الحقيقي
فى التدوينات القادمة سنتحدث عن نقاط الاستعداد لـ 30 يونيو و ما بعده و هو الأهم … ربنا يوفقنا