لـ د.عبد المنعم أبو الفتوح والزملاء بحزبيّ مصر القوية والتيار المصري | الحقيقة معركة الإخوان في ” وزارة الثقافة” ليست معركة لهيكلة الوزارة وتصفية الجيب الخفي لفلول النظام السابق أو رجال فاروق حسني- فلا نحسب الإخوان يوما ثوريين ولا نزكيهم على الله في ذلك- وإلا كانوا راحوا عملوا هيكلة لوزارة الداخلية ” اليد الباطشة” للنظام السابق، وعش دبابير دولة “مبارك” السلطوية.
الإخوان في مسألة ” وزارة الثقافة” بيخوضوا معركة بنفس الشكل اللي بيخوضوا بيه حربهم ضد مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النقابية والقضاء، الفكرة هنا ” الاستحواذ” و” الهيمنة” واستبدال يد مهيمنة بيد مهيمنة أخرى، أيِّ إنتاج دولة سلطوية جديدة، يسيطروا على أدواتها، ويزيد فيها قمع الدولة على حساب المجتمع ومؤسساته، بحجة إن ده حقهم بفعل” الاختيار التمثيلي” القادم عن طريق صندوق الانتخابات!
الإخوان عندهم هاجس من فكرة التمثيل الشعبي الأوسع، والمؤسسات الموازية، والديموقراطية المستمرة، بحيث تتيح هذه “الديمقراطية المستمرة” للمواطنين مراقبة مستمرة على النظام، عشان كده طوال الوقت هيهم الإخوان السيطرة على الصوت العالي الممثل في القطاع الثقافي والإعلامي، أو القطاعات المعبرة بشكل مباشر عن مكونات مهنية ومجتمعية زي المؤسسات النقابية، وضرب القضاء باعتباره سلطة مستقلة، وأخيراً ترقيع قوانين زي مشروع قانون ” الجمعيات الأهلية” الأخير لضرب العمل الأهلي والمدني تماماً.
الحاجة التانية : الوقوف ضد الإخوان في معركة “تقليم الأظافر” اللي هم ماشيين فيها لا يعني بالتبعية وقوف مع ” خلايا فاروق حسني” في وزارة الثقافة، أو الوقوف مع ” الزند” في مؤسسة القضاء، وإلا كنا سيبنا الميدان في الثورة ضد مبارك عشان الإخوان أو بعض الأحزاب القديمة كانوا موجودين فيه، في كل موقف ما هتلاقي جنبك فصائل مش بالضرورة بتعبر عن موقفك الثوري أو السياسي، دي بتكون موجودة عشان تحافظ على مصالحها الفئوية الخاصة بها، ودورك هنا مش الانسحاب من المعركة عشان موجودين فيها، دورك هيكون التمييز ومحاولة أخذ موقف سريع تحدده بوصلة موقفك الثوري.
الحاجة التالتة: علاء عبدالعزيز حد كويس على المستوى الشخصي( بحد معرفتي بيه قبيل وأثناء أيام الثورة، معرفش بعد الاستفتاء وأزمة “الاتحادية” ناس كتير اتغيرت) لكن لا يعني ده إننا نربط المسار والرؤية السياسية للإخوان واختزالها في شكل شخصي، ده مينفعش في السياسة، معروف بالطبع مع فعله الإخوان بالأخوين أحمد ومحمود مكي وكيف أهدرا كرامتهما، خصوصا أحمد مكي الذي تم استخدامه استخدام سيء حتى تم حرقه تماماً، الإخوان يجيدون استخدام الآخرين، والمحاربة بغيرهم، وغني عن البيان الاستخدام الجيد لحزب الوسط، والجماعة الإسلامية، وأغلب الأحزاب السلفية وغيرهم.
الحاجة الأخيرة : ودي خارج السياق شوية، مشكلتي مع ” التيار القطبي التكفيري” الجديد إنهم رغم كفرهم بالدولة والمؤسسات المعبرة عنها وكفرهم بالخيار الديموقراطي باعتباره خيار خارج النموذج الإسلامي، ورغم كفرهم بفكرة سيطرة الدولة على ” المؤسسات الوسيطة” المعبرة عن المجتمع إلا إنهم في المعارك الحاسمة يظهر معدنهم الأصيل في الوقوف مع الإخوان لاعتبار المنطق القبلي، اللي هو بيقول :” أنا والجهادي على الإخواني، وأنا والإخواني على اليساري”. باعتبار اليساريين هم المسيطرين على سوق الثقافة في مصر، وبالتالي هم هنا تنازلوا عن رؤيتهم كالعادة في كفرهم بنموذج الدولة القومية الحديثة والديموقراطية وأدواتها، والدفاع عن “الإخوان لأقصى درجة -وزي ما بيحصل في أي استفتاء أو انتخابات –بحجة إنه لا صوت يعلوا فوق صوت ” القبيلة الإسلامية”.