منذ فترة شاهدت فيلما سينمائيا أرجنتينيا ( أرجوك لا تشغل نفسك بالسؤال عن اسم الفيلم لأنني لا أتذكره، و لا تسألني عن دوافعي لمتابعة سينما الأرجنتين! ) الفيلم يتناول حياة أسرة صغيرة من القبائل التي كانت تستوطن القارة الأمريكية التي كانت عذراء قبل غزو “الرجل الأبيض” الأوروبي,, أسرة تتكون من أم عجوز طيبة و ابنها الفتى ذو العشرين عاما .. الأم تمثل لابنها كل ما هو جميل في الحياة,, بعد يوم العمل الضعلي الشاق الذي يعانيه الابن، يعود إلى الكوخ البسيط ليستمتع مؤقتا بالأمان و الغذاء و و الدفء لدى العجوز الطيبة.
ماتت الأم كما هى عادة الحياة البغيضة.. ماتت ليجد الفتى نفسه وحيدا في عالم قاس لم يعتاده بدونها.. لم يستوعب موتها و لم يصدقه، ليقرر أن يحاول بكل الطرق أن يبعث الروح في جثة الأم، و عاونه على ذلك ساحر القبيلة بإعطائه وصفة بدائية يمكنها حفظ الجثة شبه سليمة دون تعفُّن لأسبوعين من يوم الوفاة، و في أثناء تلك المدة على الفتى أن يجلس بجوار جثة الأم، و يستمر في قراءة تعاويذ شيطانية، من المفترض انها ستبعث الروح من جديد في الجثة,, كما توقعت طبعا نهضت الجثة فعلا! و لكنها لم تكن روح الم الطيبة هى التي سكنت الجسد الميت، بل هى روح شيطانية أحالت حياة الفتى جحيما حقيقيا لتقضي عليه في النهاية ,, نهاية بشعة لا أود ان أصفها!
إذا كان قد تملكك الملل من هذه الحدوتة السينمائية المكررة التي رويتها، فلديك كل الحق! و لكن الغريب أنك تتابعها كل يوم دون كلل او ملل! اعتبرني لميس الحديدي يا أخي!
( 2 )
لميس الحديدي ليست الوحيدة، و لكنها في رأيي هى مايسترو الجوقة الشيطانية اللعينة التي تستميت من أجل بعث الروح من جديد في أجساد متعفنة.
تجلس هى و عماد اديب و مجدي الجلاد و و و “ضع هنا من تختاره للانضمام معهم” ليرددوا التعاويذ الرتيبة يوميا؛ لعل الروح تُبعث من جديد في اجساد مؤسسات الكيان البائس الذي يسمونه الدولة المصرية.. ألا يشمون رائعة العفن المنبعثة من الجيش؟ ألا يشمونها في ملابس أحمد الزند و كل القضاة على شاكلته؟
( 3 )
يا ابني حرام عليك! هموت خلاص.. ريحة بكابورت طالعة! و بتهرش في ايه؟! رجلك ماتت و عفنت,, حاسس بحاجة انت؟! نزل رجلك!!
( عادل إمام ـ السفارة في العمارة )
( 4 )
ليتهم يكتفون بترديد التعاويذ على جثث المؤسسات التي أكلها العفن فقط,, إنهم يودون بعث الروح في كل الجثث المتحللة.. جثة “الوفد” و “التجمع” و “الحزب العربي الناصري” و كل تجمعات دور المسنين اللطيفة التي يعج بها الوطن الغالي!
( 5 )
لميس الحديدي ظلت تردد منذ يومين و الدموع تملأ عينيها تأثرا: “مهما حصل.. الجيش و الشعب ايد واحدة.. الشرطة و الشعب ايد واحدة”
ظلت ترددها حتى ظننتها ستبدا في إطلاق البخور الشيطاني و ترقص نصف عارية حول نجمة خماسية! أليست هذه تعويذتها الخاصة لإحياء الموتى؟
( 6 )
يا أبا أنت مش عاوز تصدق ليه إنك راجل اعمى؟! يا أبا أنت راجل أعمى
( شريف منير ـ الكيت كات )
( 7 )
لست سياسيا فلا تتوقع مني ان أقدم لك تنظيرا عميقا و حلولا واضحة.. فقط يمكنني بحسي الفطري الإنساني ان أؤكد لك ان الجثث لا يمكن إحياؤها مهما فعلت أو رددت من تعاويذ، و إذا نجحت في ذلك فستكون قد تملكتها روح شيطانية و ستفتك بك أولا قبل أعدائك.
إذا كنت تظن أن مواجهة التمدد الفاشي للجماعة الحاكمة، يكون عن طريق ترديد التعاويذ حول جثث المؤسسات المتعفنة المتحللة التي تنتظر ركلة قوية نسبيا لتنهار على رؤوس موظفيها,, فأنت واهم .. واهم و بائس و ضحل الخيال.. بؤسك لا يقل عن بؤس الكائن العجيب الذي وقف صارخا أمام بواية مدينة الانتاج الإعلامي مهددا باسم يوسف : “هعوره هعوره” !! ,, كلاكما قادم من الماضي.. هو من ماض بعيد فيه “الحاكم بامر الله”، و أنت من ماض سلطوى قريب نسبيا يقدس المؤسسات حتى لو اغتصبت المواطنين حرفيا لا مجازا.
الثورة كما يقول المدون و الكاتب الرائع عمرو عزت “هى الخيال الذي يطارد الواقع الكئيب فيصرعه أرضا و يصير هو سيد الموقف”
فتوقفوا عن ترديد التعاويذ و أطلقوا خيالكم ليجهز على واقعنا البائس.
( 8 )
قبل أن أنهي كتابتي سريعا قبل أن يفصلوا عني التيار الكهربائي كعادة هذه الأيام التعيسة,, أود أن أذكرك أن إكرام الميت دفنه
فعلا كلام الاستاذ مصرى صحيح انا قولت كده بردوا دى اساليب جواسيس الاخوان بيعملوا نفسهم ضد الاخوان واشد اعداء الاخوان وانما بيبقوا واضحين جدا انهم خرفان ..
على فكرة كاتب المقال اخوانى اخوانى اخوانى بس بيحاول يتخفى عن طريق استخدام عبارات مثل “إذا كنت تظن أن مواجهة التمدد الفاشي للجماعة الحاكمة” قال يعنى هوا ضد الاخوان وبيهاجمهم يعنى الحوار مفكوس اوووووووووى