مازالت مصر تتنازعها شرعيتان :
ـ شرعية دستورية قانونية تتجسد في سيادة تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمين واحتلالها موقع السلطة وتزحف على مواقع الثروة .. تستمد شرعيتها .. مبنى ومعنى .. من المجلس العسكري وإعلاناته الدستورية المتعاقبة .. ونظام التبعية والنهب والاستغلال الذي ترعاه وتحاول توطيد أركانه الإدارة الأمريكية لقبر ثورة 25 يناير وتقزيم أماني وطموحات الطبقة الوسطى والطبقة العاملة المستغلة والمضطهدين المهمشين بأحزمة الفقر حول عواصم المدن والأقاليم في الحرية والمواطنة والمساواة .
ـ شرعية ثورية تتجسد في تكتلات وائتلافات ثورية وإضرابات عمالية جنينية لم تنتج حتى الآن استراتيجية فكرية وتنظيمية موحدة يغلب عليها طابع الهواة والنزوع الشخصي المرض الكامن في القوى الديمقراطية الثورية لكنها مازالت في الميادين بدافع رياح الثورة العفوية تتظاهر تعتصم تخوض المعارك تلو المعارك وتحرز انتصارات جزئية هنا وهنا دون خيط ناظم وقيادة مشتركة لتقود الخطى للتحرر من التبعية والنهب والتهميش والاستغلال .
ـ جبهة الانقاذ تتجسد في الأحزاب الرسمية التي تشكلت قبل وبعد الثورة التي تقف في المنتصف مترددة حائرة تمسك العصى من الطرفين .. مساومة مفاوضة .. دائما مع الشرعية الدستورية القانونية مع بعض التحفظات والملاحظات على اداء الإدارة الإخوانية الإقصائية والمهارات الفردية .. ونادرا ما تنحاز إلى القوى الثورية عندما تشتد رياح الغضب وتتدافع الموجات الثورية لكنها في اللحظات الحاسمة تنسحب مشكلة طوق نجاة وظهيرا للثورة المضادة
والكرة الآن في ملعب القوى الديمقراطية الثورية :
تتطهر من الانتهازيين في صفوفها ذوي النزعات وميول القيادة الشخصية .. تحجيم دور الهواة متواضعي الفكر والخبرة التنظيمية .. وتشكيل نواة صلبة قيادة مركزية بمعايير الفكر والخبرة والكفاءة والتاريخ والقدرة على الحركة وإنكار الذات
يسقط الشاويش والدرويش
ابراهيم الحسيني
احداث مصر
المشهد السياسي الراهن في مصر
اضيف بتاريخ: Tuesday, May 7th, 2013 في 23:06