كل مدى ثورة الانترنت و الفضائيات بتلغى الحواجز و الخصوصيات الثقافية. اهتماماتك – و بدون ارادتك – بتتنقل من خانة الموجود فى وطنك لخانة الموجود فى العالم. لغاية بداية الألفية قبل الانتشار الساحق للدش و الانترنت، كنت بسمع الموسيقى المتاحة فقط فى سوق الكاسيت … بتفرج على الفيلم المتاح فقط فى نوادى الفيديو … بقرأ المقال المتاح فقط فى الصحف المطبوعة … الوقت كل دة انتهى و المتاح أمامى بفض الدش و الانترنت بقى غير محدود و غير مرهون بموافقة رقابة و سلطة.
لما بشوف حالياً أجواء الحماس و التشجيع الجنونية بين المصريين فى ماتش أجنبى (ريال مدريد x برشلونة)، و اللى يفوق أجواء مباريات الأهلى و الزمالك، بتأكد ان كل ثقافات و اهتمامات العالم فى طريقها للانصهار من الخاص للعام … من الكيانات الصغيرة للكبيرة … من المحلى للعالمى … و المؤسف اننا لسة مصممين نتعامى عن الواقع دة، و نفكر بمنظومة القرية الصغيرة المغلقة، و نتكلم عن الحفاظ على خصوصيات و لغة و ثوابت و حجب و منع.
طقم العواجيز و الشيوخ اللى كتب الدستور معذور نسبياً فى النقطة دى لان أغلبهم عاصر ظهور الراديو، و التليفون الموجود فى دوار العمدة بس! … بس اللى بجد بيستفزنى انك تلاقى شاب أغلب وقته قاعد على الانترنت بيستهلك انتاج ثقافات غربية … بيتفرج على أفلام هوليوود … بيقرأ روايات “دان براون” … بيسمع موسيقى أجنبى … بيتابع بانتظام الدورى الأسبانى و غيره من البطولات الأوروبية … و مش قادر يربط واقع حياته المختلف تماماً عن واقع حياة الأجيال دى و يبتدى يحلل و يفكر بعيد عن أفكارهم اللى عفنت، و لسة مقتنع ان الكرة الأرضية مستقبلاً، هيكون فيها مكان لمصطلحات : (ثقافتنا – الخصوصية – الهوية – القومية – ثوابت الأمة – الحجب – المنع – الرقابة) … يا عم أبوس ايدك روح صحصح و طُش وشك بشوية مية ساقعة، يمكن البروسيسور اللى فى جمجمتك دة يبتدى يشتغل!