١. الإخوان جناحان: بناوي وقطبي. القطبي سيطر من فترة واستطاع أن يصل برجله المخلص للرئاسة. وصوله وسلوكه الراغب في السيطرة المطلقة وعدم الثقة استعدى جميع الفصائل السياسية: الإخوان البناويين، والسلفيين (وهؤلاء كانوا من ضمن تحالفه الحاكم حتى فترة قليلة وكان معهم إسلاميين – ليسوا إخواناً – مثل الأَخوان مكي مثلاً)، وجماعات النفوذ التقليدي في الريف والصعيد، فضلاً عن أهل المدن وهم مبعثرين ولكن صوتهم عالي.
٢. الجناح القطبي محاصر ومأزوم. داخل تنظيمه وعلى مستوى الدولة كلها. يعلم أنه جعل المعادلة صفرية واللي كان كان. وأن لا طريق أمامه سوى استكمال الحرب حتى نهايتها: كسر شوكة المؤسسة القضائية (باعتبارها ذات تراث استقلالي طويل وليس باعتبار تطهيرها من عناصر فاسدة)، وخوفاً – معلناً – من الحكم في القضايا المفتوحة والتي قد تُنهي تماماً مستقبل كبار القيادات، ثم بعد كسر شوكتها تطويعها لكي تكون أداة بطش لصالح القطبيين ضد خصومهم الذين يتزايدون.
٣. مجرد محاولة التنظيم القطبي ذلك سيعطي الفرصة على طبق من ذهب لإنهاء فترة رئاسة محمد مرسي لمصر. ليس فقط بسبب الحشد الذي سيحدث ضد اختراق نوعي مثل هذا، ولكن لأن التحالف الحاكم – الذي بدأ في الترنح – سيتمزق تماماً، وسيكتسب أنصار تفضيل دعوية الجماعة أولوية على أنصار السلطة والحكم، وسيتم طرح مبادرة أبو الفتوح، المعبرة في رأيي عن توافق كبير جوه الجماعة والتيار الإسلامي وبراه بالطبع، وهي الانتخابات المبكرة.
٤. الانتخابات الرئاسية المبكرة: ستكون هي الحل الوحيد لحفظ ما تبقى من شرعية الإسلام السياسي عموماً، والإخوان المسمين خصوصاً، بديلاً عن التدمير الكامل لهم ووصولهم لمرحلة عدو الدولة الذي يوافق الناس علي إقصاءه بالقوة. سيقبلها الإخوان، ويمتنعوا عن ترشيح أحدهم، ويقبلوا بترشيح من يتفق عليه الباقون بل وقد يحشدون له الأصوات في الشارع كذلك، مقابل ضمان مشاركتهم في النظام الجديد وعدم التنكيل بهم أو محاكماتهم. والمرشح الذي سيتوافق عليه الجميع إذا لم يكن من بين القيادات السياسية الحالية، سيكون أعلى رتبة عسكرية في البلد وقت إجراء الانتخابات.
٥. بديل ما سبق سيكون قبول القطبيين للصيغة الحالية: عدم محاولة تغيير قواعد اللعبة بأي شكل جوهري مقابل استكمال الأربع سنين دون مشاكل كبيرة (وهو الاتفاق الأصلي). مشكلة هذا البديل أن القطبيين يعرفون أن فرص انتخابهم من جديد قليلة جداً في ضوء انكشاف الأسطورة.
٦. انتظروا صيف مصري ساخن جداً! وربنا يستر!