بمناسبة إعادة محاكمة مبارك هناك من مايزال يرصد المحاكمة بإعتبارها محطة في مسيرة الثورة و العدالة الإنتقالية و هناك من إنتظر المحاكمة للتعبير عن أشواقه الحارة لأيام مبارك…الفريقين أتفه من بعض الصراحة….
الفريق الأول لم يفهم جيدا ماحدث عبر السنتين الماضيتين من تمكن الثورة المضادة بحلفها الثنائي الحاكم (الإخوان-العسكر) من السيطرة علي مقاليد الأمور بشكل يجعل أي كلام عن “محاكمات الثورة” هو من قبيل الدجل و الخداع و الأونطة..و هذا الفريق لابد أن يفيق من أوهامه عن الآمال الموضوعة علي حكم الإخوان و الرئيس علام الملواني و لابد أن يدرك كم الأخطاء الإستراتيجية و التكتيكية الفادحة التي وقع فيها و يتخلي بقي عن كل الديباجات الثورية الشكلانية و التي أقعدتهم عن تطوير إستراتيجية سياسية ثورية فعالة للتعامل مع واقع عفن و متأزم و دولة هي ديناصور فاشل لكنه مايزال قابعا في موقع السيطرة و مجتمع تتفكك فيه أنساق السلطة لصالح الفراغ السياسي و المجتمعي و اللا بدائل و نظام سياسي يقوده حلف ذئاب حاكم من الطوائف المتحالفة (خليط من المتأسلمين البوهيجية و البيادات الحبظلمية) و هو نظام مسيطر لكنه عاجز عن تحقيق أي إنجاز اللهم إلا التمترس في مواقعه و الحفاظ علي بقائه و إجهاض ظهور أي بدائل في الأفق…
أما الفريق الآخر فربنا يكون في عونه..بلاهة و هلاوس و هستيريا و تعلق مزمن بخزعبلات المنقذ الأسطوري و هوس بالإستمناء علي خرافات عصر مبارك و خرائه…و دول بصراحة محتاجين الأيام تربيهم عشان يفوقوا من الخرافات و يصحوا علي الحقائق و أولي هذه الحقائق إن أيام مبارك ولت و لن تعود. و إن كتر الهري في مبارك و أيام مبارك و خرا مبارك و الشتيمة في الثورة و الإستمناء علي الإستبداد المألوف القديم ده هري ما يأكلش عيش و لا حيودي و لا حيجيب …و اللي عايز معيشة أفضل لازم يزبط نفسه علي أوضاع جديدة و حقائق جديدة و يتحرك في سياقها إما للتوائم معها أو للسعي من أجل تغييرها نحو الأفضل…و أيضا اللي بيستمنوا علي جيش الحنرال حبظلم يفوقوا برضه من أوهامهم و يعرفوا إن كلها عفانة واحدة و مصيرها الفشل برضه…و في النهاية التعليم مش حيكون ببلاش…..